قال : باب الفعل : وهو ما صحّ أن يدخله قد ، وحرف الاستقبال ، والجوازم ، واتّصل به ضمير المرفوع ، وتاء التأنيث الساكنة نحو : قَدْ ضَرَبَ ، وسَيَضْرِبُ ، وسَوْفَ يَضْرِبُ ، ولَم يَضْرِبْ ، وضَرَبْتُ ، وضَرَبَتْ.
أقول : لمّا فرغ عن القسم الأوّل من أقسام الكلمة أعني الاسم شرع في القسم الثاني وهو الفعل فعرّفه ببعض خواصّه المشهورة ، وإنّما قدّمه على الحرف لأصالته بوقوعه أحد جزئي الكلام أعني المسند. وسبب الاختصاص في «قد» أنّها لتقريب الماضي إلى الحال أو لتقليل الفعل المستقبل وهما لا يوجدان إلّا في الفعل ، وفي حرفي الاستقبال والجوازم أنّ الاستقبال والجزم لا يوجدان أيضاً إلّا في الفعل وفي الضمائر المرفوعة أعني الألف والواو والياء والتاء والنون في نحو : ضَرَبا وضَرَبُوا واضربي وتضربين وضربتَُِ وضَرَبْنَ وضَرَبْنا أنّها فواعل والفاعل لا يكون بالأصالة إلّا للفعل وفي تاء التأنيث الساكنة أنّها دليل تأنيث الفاعل ، وقد قلنا أنّ الفاعل إنّما يكون بالأصالة للفعل وإنّما قيّد التاء بالساكنة لأنّ المتحرّكة من خواصّ الاسم كطلحة.
قال : وأصنافه الماضي والمضارع والأمر والمتعدّي وغير المتعدّي والمبنيّ للمفعول وأفعال القلوب والأفعال الناقصة والأفعال المقاربة وأفعال المدح والذمّ وفعلا التعجب.
أقول : كما أنّ الاسم كان ذا أصناف كذلك الفعل له أصناف ، وقد عرفت معنى الصنف وأصناف الفعل المذكورة في هذا الكتاب أحد عشر