وزيد مقيم ظننت. والتعليق نحو : علمت لزيد منطلق ، وأزيد عندك أم عمرو ؟ وأيّهم في الدار ؟ وما زيد بمنطلق.
أقول : ومن شأن أفعال القلوب أي ومن خصائصها جواز الإلغاء وهو إبطال علاقة المفعوليّة لفظاً ومعنىً بينها وبين مفعوليها حال كون تلك الأفعال متوسّطة بين المفعولين نحو : زيد ظننت مقيم ، أو متأخّرة عنهما نحو : زيد مقيم ظننت ، وذلك لأنّ هذه الأفعال بتقدّم أحد مفعوليها أو كليهما عليها يضعف عملها مع أنّ مفعولَيْها كلام تامّ بدون عملها فيهما وبذلك يحصل ما هو الغرض منها فيجوز الإلغاء لذلك والإعمال لكونها أفعالاً والأفعال لقوّة عملها لا يمنع من العمل بتقدّم معموليها عليها ومن شأنها أيضاً التعليق وهو إبطال علاقة المفعوليّة بينها وبين مفعوليها لفظاً لا معنىً وذلك إذا وقعت قبل لام الابتداء نحو : علمت لزيد منطلق أو قبل حرف الاستفهام نحو : علمت أزيد عندك أم عمرو ، أو قبل اسم الاستفهام نحو : علمت أيّهم في الدار ، أو قبل حرف النفي نحو : علمت ما زيد بمنطلق ، وإنّما يبطل التعليق اللفظي قبل هذه الكلمات لأنّها تستحقّ صدر الكلام فلو أعملت هذه الأفعال فيما بعدها لبطلت صدارتها ولم يبطل التعليق المعنوي لأنّ هذه الأفعال واقعة على ما بعد هذه الكلمات في المعنى.
قال : الأفعال الناقصة وهي : كان ، وصار ، وأصْبَحَ ، وأمْسىٰ ، وأضْحىٰ ، وظلَّ ، وباتَ ، وما زالَ ، وما بَرَحَ ، وما فَتئَ ، ومَا ٱنْفَّكَّ ، وما دامَ ، ولَيْسَ. ترفع الاسم وتنصب الخبر نحو : كان زيدٌ منطلقاً.
أقول : لمّا فرغ من الصنف السابع شرع في الصنف الثامن أعني
الأفعال الناقصة وهي أفعال وضعت لتقرير الفاعل على صفة والمذكورة منها في الكتاب ثلاثة عشر وهي تدخل على المبتدأ والخبر كأفعال القلوب إلّا أنّها