قال : وإذا تقدّم الخبر أو انتقض النفي بإلّا فالرفع لازم نحو : ما منطلقٌ زيدٌ ، وما زيدٌ إلّا منطلقٌ.

أقول : إذا تقدّم خبر ( ما ولا ) على اسمهما أو انتقض نفيهما بإلّا ـ بأن يقع خبرهما بعد إلّا ـ بطل عملهما فالرفع لازم نحو : ما منطلقٌ زيدٌ ، وما زيدٌ إلّا منطلقٌ ، ولا يجوز نصب منطلق لأنّ ( ما ولا ) إنّما عملتا لمشابهتهما بليس من جهة النفي فيبطل عملهما بتقديم الخبر على الاسم لضعفهما في العمل وكذا بانتقاض نفيهما بإلّا لانتفاء وجه الشبه بينهما وبين ليس حينئذٍ وكذلك يبطل عمل «ما» بزيادة «إن» معها نحو : ما إن زيد منطلق لضعفها في العمل بالفاصلة.

قال : المجرورات على ضربين : مجرور بالإضافة ، ومجرور بحرف الجرّ ، كقولك : غلامُ زيدٍ ، وسرتُ من البصرةِ.

أقول : لمّا فرغ من القسم الثاني من أقسام المعرب وهو المنصوبات شرع في القسم الثالث أعني المجرورات ، فقال ما قال ، وقوله : مجرور بالإضافة مجمل أي مبهم لا يعلم منه أنّ العامل في المضاف إليه هو المضاف أو حرف الجرّ المقدّر أو كلاهما ولكلّ منهما قائل.

قال : والاضافة على ضربين :

معنويّة وهي الّتي بمعنى اللام ، أو بمعنى مِنْ كقولك : غلامُ زيدٍ ، وخاتم فضّةٍ.

أقول : الإضافة بمعنى «اللام» إنّما تكون إذا لم يكن المضاف إليه جنس المضاف ولا ظرفه نحو : غلامُ زيدٍ أي غلام لزيد وبمعنى «مِنْ» إنّما تكون إذا كان المضاف إليه من جنس المضاف نحو : خاتمُ فضّةٍ أي خاتم من

۵۶۷۴۴۱