وإنْ ، تعمل قليلاً كقول الشاعر :
إنْ هُوَ مُسْتَوْلياً عَلى أحَدٍ |
|
إلّا عَلى أضْعَفِ المَجانينِ (١) |
وإذا انتقض النفي بإلّا ، أو تقدّم الخبر أو زيدَ إنْ ، بطل العمل ، نحو : ما زيدٌ إلّا قائمٌ ، وما قائمٌ زيدٌ وما إنْ زيدٌ قائمٌ ، وقد يكون لا ، لاستغراق النفي للجنس فينعكس العَمَل إنْ تليها نكرة مضافة أو مشبّهة بها ، نحو : لا غلامَ رَجلٍ أفضلَ منك ، ولا عِشْرينَ دِرْهماً لَكَ. ومَعَ الإفراد ، البناء على ما ينصب به ، نحو : لا مُسْلِمَ أو لا مُسْلِمَيْن أو لا مُسْلِماتٍ فيها. وفي التعريف أو الفصل بينه وبين لا ، وجب الرفع والتكرير ، نحو لا زَيْدٌ في الدار ولا عمروٌ ، ولا في الدارِ رجلٌ ولا امرأةٌ ، وكثيراً ما يحذف أحَدَ معمُوليها ويبقى الآخر ، نحو : لا عَلَيْكَ ، أي لا بأسَ عَلَيْكَ ، ومنه : «لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ».
النوع الرابعُ : حروف تنصب اسماً واحداً وهي سبعة أحرف ، يا وأيا وهَيا وأيْ والهمزة المفتوحة والواو وإلّا.
فالخمسة الأُوَل ، حروف النداء ومدخولها المنادى وهو ينصب بها إن كان نكرة كقول الأعمى ، يا رَجُلاً خُذْ بيدي ، أو مضافاً ، نحو : يا عبدَ اللهِ ، أو مضارعاً له ، نحو : يا طالعاً جَبَلاً إذ الأوّل عامل في الثاني ، والثاني مخصّص للأوّل كالأوّل ، ويبنى على ما يرفع به إن كان مفرداً معرفة ، نحو : يا زيدُ ويا زَيْدانِ ويا زَيْدونَ ، ويفتح بألف الاستغاثة ، نحو : يا زيداه ، ويخفض بلامها ، ولامَي التعجّب والتهديد ،
____________________________
(١) او جُز بر ضعيف ترين ديوانگان بر هيچ كسى تسلّط وقدرت ندارد ، و شاهد در إنْ نافيه است كه هُوَ اسم آن و مستولياً خبر آن است ، جامع الشواهد.