فالأوّلان : لتأكيد مضمون الجملة ، لكنّ المكسورة لا تغيّرها والمفتوحة مع جملتها في حكم المفرد ، نحو : إنَّ زَيْداً قائمٌ ، وبَلَغَني أنَّ زَيْداً راكِبٌ ، وقد تخفّفان ، فإنّ المكسورة قد تعمل ، نحو : «وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ» (١) ، وقد تلغى فيلزمها اللام ، نحو : إنْ زيد لقائم ، فرقاً بينها وبين إن النافية. والمفتوحة تعمل وجوباً في ضمير الشأن مقدّراً ، نحو : «أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (٢) ، ويلزمها مع الفعل المتصرّف ، السين ، أو سَوْف ، أو قد ، أو حرف النفي لئلّا يلتبس بالمصدريّة أو ليكون كالعوض ، نحو : عَلِمْتُ أنْ سَيَقُومُ ، أو سَوْفَ يَقُومُ ، أو قَدْ قُمْتَ ، أو لا يَقُومُ. وأمّا مع غير المتصرّف فلا ، نحو : بَلَغَنِي أنْ لَيْسَ زَيْدٌ قائماً ، «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» (٣) ، وتكونان فعلين ، نحو : أنَّ زيد وإنّ يا زيد وتكون المكسورة اسماً ، نحو : سَمِعْتُ إنَّ زَيْدٍ ، وتكون حرف إيجاب ، نحو : «إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ» (٤).
وكَأنَّ : للتشبيه ، نحو : كَأنَّ زيداً الأسَدُ ، وقد تخفّف فتلغى عن العمل ، نحو قول الشاعر :
ونَحْرٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ |
|
كَأنْ ثَدْياهُ حُقّان (٥) |
____________________________
انطلاقك ولنعم ما قال الشاعر الفارسى :
اگر خواهى بدانى اى برادر |
|
كه چون اَنّ رود تاويل مصدر |
بدقت سوى اخبارش نظر كن |
|
پس آنكه حذف آنَّ با خبر كن |
ز جنس آن خبر مصدر بياور |
|
اضافه كن سوى اسمش سراسر |
(١) هود : ١١١.
(٢) يونس : ١٠.
(٣) النجم : ٣٩.
(٤) طه : ٦٣.
(٥) لم يسمّ قائله
الواو بمعنى ربّ والنحر بالنون والحاء والراء المهملتين كفلس موضع القلادة