كماله ممّا له شأنية ، واطلاقه على ما يؤدي إليه بالعرض لتأديتها إلى ذلك (١).
وإليه يؤول قول المحقق الطوسي ـ قدسسره ـ في شرح الاشارات حيث قال : «ويطلق الشر ... على امور وجودية كذلك كوجود ما يقتضي منع المتوجه إلى كمال عن الوصول إليه ، مثل البرد المفسد للثمار والسحاب الذي يمنع القصار عن فعله ـ إلى أن قال : ـ فانا اذا تأملنا في ذلك وجدنا البرد في نفسه من حيث هو كيفية ما أو بالقياس إلى علته الموجبة له ليس بشر بل هو كمال من الكمالات ، انما هو شر بالقياس إلى الثمار لافساده أمزجتها ، فالشر بالذات هو فقدان الثمار كمالاتها اللائقة بها ، والبرد انما صار شرا بالعرض لاقتضائه ذلك وكذلك السحاب ـ إلى أن قال : ـ فالشر بالذات هو فقدان تلك الأشياء كماله ، وانما اطلق على اسبابه بالعرض لتأديتها إلى ذلك ـ إلى أن قال : ـ فاذن قد حصل من ذلك أن الشر في ماهيته عدم وجود أو عدم كمال لموجود من حيث أن ذلك العدم غير لائق به أو غير مؤثر عنده وأن الموجودات ليست من حيث أن ذلك العدم غير لائق به أو غير مؤثر عنده وأن الموجودات ليست من حيث هي موجودات بشرور انما هي شرور بالقياس إلى الاشياء العادمة كمالاتها لا لذواتها ، بل لكونها مؤدية إلى تلك الاعدام ، فالشرور امور اضافية مقيسة إلى افراد أشخاص معينة ، واما في نفسها وبالقياس إلى الكل فلا شرّ أصلا ـ إلى أن قال : ـ ان الفلاسفة انما يبحثون عن كيفية صدور الشر عما هو خير بالذات ، فينبهون على أن الصادر عنه ليس بشر ، فان صدور الخيرات الكلية الملاصقة للشرور الجزئية ليس بشر» (٢).
وعن المحقق الدواني في حاشيته على الشرح الجديد من التجريد أنه قال : «ويمكن أن يستدل على أن الوجود خير والشر عدم أو عدمي بأنا اذا فرضنا
__________________
(١) راجع درر الفوائد : ج ١ ص ٤٥٤ ـ ٤٥٧ شرح الإشارات : ج ٣ ص ٣٢٠ ـ ٣٢٣.
(٢) شرح الإشارات والتنبيهات : ج ٣ ص ٣٢٠ ـ ٣٢٣.