الكاف فيهما حرف خطاب. ومن الثاني نوعان : نوع لامحل فيه لهذه الألفاظ ، وذلك نحو قولهم : «ذلك وتلك وإيّاي وإيّاك وإيّاه» فإنهن أحرف تكلم وخطاب وغيبة ، ونوع هي فيه في محل نصب وذلك نحو : «الضاربك والضاربه» على قول سيبويه ; لأنه لايضاف الوصف الذي بـ «أل» إلى عار منها ، ونحو قولهم : «لاعهد لي بألاْم قفاً منه ولا أوضعه» بفتح العين ، فالهاء في موضع نصب كالهاء في «الضاربه» إلا أن ذلك مفعول ، وهذا مشبه بالمفعول ، لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول إجماعاً ، وليست مضافاً إليها وإلاخفض «أوضع» بالكسرة ، وعلى ذلك فإذا قلت : «مررت برجل أبيض الوجه لاأحمره» فإن فتحت الراء فالهاء منصوبة المحل ، وإن كسرتها فهي مجرورته.

تنبيه

إذا قلت : «رويدك زيداً» فإن قدرت «رويداً» اسم فعل فالكاف حرف خطاب ، وإن قدرته مصدراً فهو اسم مضاف إليه ، ومحله الرفع ، لأنه فاعل.

والثاني : أن يجري لسانه إلى عبارة اعتادها فيستعملها في غير محلها ، كأن يقول في «كنت وكانوا» في الناقصة : فعل وفاعل ، لما اُلف من قول ذلك في نحو : «فعلت وفعلوا» ، وأما تسمية الأقدمين الاسم فاعلا ووالخبر مفعولا فهو اصطلاح غير مألوف ، وهو مجاز ، والمبتدئ إنما يقوله على سبيل الغلط ، فلذلك يعاب عليه.

والثالث : أن يعرب شيئاً طالباً لشيء ، ويهمل النظر في ذلك المطلوب ، كأن يعرب فعلا ولا يتطلب فاعله ، أو مبتداً ولا يتعرض لخبره ، بل ربما مرّبه فأعربه بما لا يستحقه ونسي ما تقدم له. ومن ذلك : ما قيل في إعراب «أحق ما سأل العبدُ مولاه» : «إن مولاه مفعول» فيبقى المبتدأ بلاخبر. والصواب : أنه الخبر ، والمفعول العائد المحذوف ، أي : سأله ، وعلى هذا فيقال : أحق ماسأل العبد ربّه ، بالرفع.

۲۰۷۱