مدرجاً ، ومنه : ﴿وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (النمل / ٣٤) بعد حكاية قولها ، (١) وهذه الجملة مستأنفة لايقدرلها قول.

الباب الثاني : من الأبواب التي تقع فيه الجملة مفعولا باب «ظن وأعلم» فإنها تقع مفعولا ثانياً لـ «ظن» وثالثاً لـ «أعلم» وذلك لأن أصلهما الخبر ووقوعه جملة سائغ ، كما في قول الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام : «وأرى نفسي تخاتلني» (٢).

الباب الثالث : باب التعليق ، وذلك غير مختص بباب «ظن» بل هو جائز في كل فعل قلبي ، ولهذا انقسمت هذه الجملة إلى ثلاثة أقسام :

أحدها : أن تكون في موضع مفعول مقيد بالجار ، نحو : ﴿أوَ لَمْ يَتَفَكّروا ما بصاحبِهم من جنّة (الأعراف / ١٩٤) ، ﴿فَلْيَنظُرْ أَيُّهآ أَزْكى طَعَاماً (الكهف / ١٩) ، ﴿يَسْأَلُونَ أَيّانَ يَوْمُ الدّينِ (الذاريات / ١٢) ; لأنه يقال : تفكّرت فيه ونظرت فيه وسألت عنه ، ولكن علقت هنا بالاستفهام عن الوصول في اللفظ إلى المفعول ، وهي من حيث المعنى طالبة له على معنى ذلك الحرف. وزعم ابن عصفور أنه لايعلق فعل غير «علم وظن» حتى يضمن معناهما ، وعلى هذا فتكون هذه الجملة سادة مسد المفعولين.

والثاني : أن تكون في موضع المفعول المسرح ، نحو : «عرفت من أبوك» وذلك لأنك تقول : «عرفت زيداً» ، وكذا «علمت من أبوك» إذا أردت «علم» بمعنى «عرف».

ومنه قول بعضهم : «أما ترى أي برق هاهنا» ; لأن «رأى» البصرية وسائر افعال الحواس إنما تتعدى لواحد بلا خلاف ، إلا «سمع» المعلقة باسم عين ، نحو قول أميرالمؤمنينعليه‌السلام : «وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالإمام

__________________

١ ـ قالت إن الملوك إذا دخلو قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.

٢ ـ الصحيفة السجادية الجامعه : ٤٢٨.

۲۰۷۱