«هو» ، مع قوله وقول غيره : إنه لايجوز حذف العائد في نحو : «جاء الذي هو في الدار» ; لأنه لا دليل حينئذ على المحذوف ، ورده على من قال في بيت الفرزدق :

٤٢٢ ـ فأصبحواقد أعاد الله نعمتهم

إذهم قريش وإذ ما مثلهم بشر (١)

إن «بشر» مبتدأ ، و «مثلهم» نعت لمكان محذوف ، خبره ، أي : وإذ ما بشر مكاناً مثل مكانهم ، بأن «مثلا» لا يختص بالمكان ، فلا دليل حينئذ.

خاتمة

وإذ قد انجر بنا القول إلى ذكر الحذف فلنوجه القول إليه ; فإنه من المهمات فنقول :

ذكر شروطه ، وهي ثمانية :

أحدها : وجود دليل حالي كقولك لمن رفع سوطاً : «زيداً» بإضمار «إضرب» ، أو مقالي كقولك لمن قال : من أضرب؟ : «زيداً» ، وإنما يحتاج إلى ذلك إذا كان المحذوف الجملة بأسرها كما مثلنا ، أو أحد ركنيها ، نحو : ﴿قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (الذاريات / ٢٥) ، أي : سلام عليكم أنتم قوم منكرون ، فحذف خبر الاُولى ومبتدأ الثانية ، أو لفظاً يفيد معنى فيها هي مبنية عليه ، نحو : ﴿تَاللهِ تَفْتَؤُا (يوسف / ٨٥) ، أي : لا تفتؤا ، وأما إذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه وجدان الدليل ، ولكن يشترط ألا يكون في حذفه ضرر معنوي كما في قولك : «ما ضربت إلا زيداً» أو صناعي كما في قولك : «زيد ضربته».

ولاشتراط الدليل فيما تقدم امتنع حذف الموصوف في نحو قول

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٢٣٧.

۲۰۷۱