الثامن : التمييز. وهو النكرة الرافعة للإبهام ، المستقرّ عن ذات أو نسبة ، ويفترق عن الحال بأغلبيّة جموده ، وعدم مجيئه جملة ، وعدم جواز تقدّمه على عامله على الأصحّ ، فَإنْ كانَ مشتقّاً احتمل الحال.

فالأوّل : عن مقدار غالباً والخفض قليل ، وعن غيره قليلاً ، والخفض كثير.

والثاني : عن نسبة في جملة أو نحوها ، أو إضافة ، نحو : رطلٌ زيتاً ، وخاتمٌ فضّةً ، «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا» (١) ولله دَرّهُ فارِساً ، والناصب لمبيّن الذات هي ، ولمبيّن النسبة هو المُسند من فعل أو شبهه.

النوع الثالث : ما يرد مجروراً لا غير ، وهو اثنان :

الأوّل : المضاف إليه : وهو ما نسب إليه شيء بواسطة حرف جرٍّ مقدّر مراداً ، وتمتنع إضافة المضمرات ، وأسماء الإشارة ، وأسماء الاستفهام ، وأسماء الشرط ، والموصولات ، سوى «أيّ» في الثلاثة وبعض الأسماء يجب إضافتها : إمّا إلى الجمل ، وهو : إذ ، وحيث ، وإذا. أو إلى المفرد ظاهراً أو مضمراً ، وهو : كلا وكلتا ، وعند ، وَلَدى ، وسِوى. أو ظاهراً فقط ، وهو : اُولوا ، وذُو ، وفروعهما. أو مضمراً فقط ، وهو : وَحْدَه وَلبَّيك وَأخواته.

تكميل : يجب تجرّد المضاف عن التنوين ، ونوني المثنّى ، والجمع ، وملحقاتهما ، فإن كانت إضافة صفة إلى معمولها فلفظيّة ، ولا تفيد إلّا تخفيفاً ، وإلّا فمعنويّة وتفيد تعريفاً مع المعرفة ، وتخصيصاً مع النكرة.

والمضاف إليه فيها إن كان جنساً للمضاف فهي بمعنى «مِنْ» أو ظرفاً

____________________________

(١) مريم : ٤.

۶۰۸۵۶۹