كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (١) وقوله ﴿ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢) وقال في مقام البرهان على المعاد ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٣) إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على تلك الأُمور ، وكيف كان فهذه الأُمور يعتبر في تحقّقها الاعتقاد والعرفان ولا يكفي فيها مجرد الإظهار باللسان.

وأما الايمان في لسان الأئمة عليهم‌السلام ورواياتهم فهو أخص من الايمان بمصطلح الكتاب وهو ظاهر.

وأما الإسلام فيكفي في تحقّقه مجرّد الاعتراف وإظهار الشهادتين باللسان وإن لم يعتقدهما قلباً ، بأن أظهر خلاف ما أضمره وهو المعبّر عنه بالنفاق ، ويدلُّ على ذلك الأخبار الواردة في أن الإسلام هو إظهار الشهادتين (٤) وأن به حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح (٥) كما ورد ذلك في جملة من الأخبار النبوية أيضاً فراجع (٦) وقوله عزّ من قائل ﴿ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (٧) هذا.

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٣ و ٢٤.

(٢) الصافات ٣٧ : ١٥٧.

(٣) يس ٣٦ : ٧٩.

(٤) راجع الوسائل ١ : ١٧ / أبواب مقدمة العبادات ب ١ ح ٩ ، ١٢ ، ١٣ وغيرها من أخبار الباب.

(٥) كما في رواية حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث « والإسلام ما ظهر من قول أو فعل وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها وبه حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح ... » المروية في ج ٢ من أُصول الكافي ٢٦ / ٥ والوسائل ١ : ١٩ / أبواب مقدمة العبادات ب ١ ح ١٤.

(٦) كما في صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧ / ١ والبخاري ج ١ ص ٨ ، ٩ وكنز العمال ج ١ ص ٢٣.

(٧) الحجرات ٤٩ : ١٤.

۵۰۹