ولذا صرح المحقق الطوسي ـ قدس‌سره ـ في تجريد الاعتقاد بأن تغيير الإضافات ممكن (١).

ويظهر مما ذكرنا أنه لا إشكال في حدوث العلم في مرتبة الفعل ، فإن المراد ، منه عين الفعل الحادث ، وبالجملة الفعل باعتبار صدوره منه معلوله ، وباعتبار حضوره عنده معلومه ، ولا إشكال في حدوثه ، وبذلك انقدح أنه لا مانع من إثبات العلم الزماني لله تعالى ، كما أشار إليه بعض الآيات الكريمة ، منها قوله تعالى : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ (٢) فإن ظاهره أن العلم يحصل بعد الامتحان والتمحيص ، ومنها قوله تعالى : ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً (٣) فإن ظاهره هو الإنباء عن حصول العلم في الآن المذكور ، وغير ذلك من الآيات.

والحاصل أن العلم الحادث في الآن أو الزمان الآتي حيث يكون عبارة عن عين الفعل ، لا يستلزم حدوثه وتغيره شيئا في ناحية العلم الذاتي كما لا يخفى (٤) ثم لا يخفى عليك انه صرحت الآيات والروايات وفقا للادلة العقلية بتعميم علمه تعالى بجميع الامور حيث قال عزوجل : ﴿وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥).

وقال مولانا أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ : «يعلم عجيج الوحوش في الفلوات

__________________

(١) راجع نهاية الحكمة : ص ٢٥٤ ، وراجع تعليقة النهاية : ص ٤٤٤ سيما ما نقله عن المحقق السبزواري في تعليقته على الاسفار وكشف المراد : ص ٢٨٧.

(٢) محمّد : ٣١.

(٣) الانفال : ٦٦.

(٤) راجع مجموعه معارف قرآن : ١ ـ خداشناسى ص ٢٨٧ ـ ٢٩٣.

(٥) الانعام : ٥٩.

۳۲۰۱