مع الرطوبة مع ظهور أثرها (١) والمصافحة مع الناصبي بلا رطوبة (٢). ويستحب النضح أي الرش بالماء في موارد ، كملاقاة الكلب (٣).


الاستحباب جمعاً بينها وبين ما دلّ بصراحته على عدم وجوب الغسل من أبوالها. ويمكن المناقشة في ذلك بأن الأخبار الدالّة على نجاسة الأبوال المذكورة بالأمر بغسلها محمولة على التقيّة لذهاب جم غفير من العامّة (١) إلى نجاسة البول من الحيوانات المكروه لحمها ، ومعه لا يبقى أي دليل على الحكم بالاستحباب.

(١) كما ورد في صحيحة علي بن جعفر قال : « سألته عن الفأرة الرطبة قد وقعت في الماء فتمشي على الثياب أيصلّى فيها؟ قال : اغسل ما رأيت من أثرها ، وما لم تره أنضحه بالماء » (٢) وحملت على الاستحباب لجملة من الأخبار المعتبرة الدالّة على طهارتها وعدم وجوب الغسل من أثرها.

(٢) لخبر خالد القلانسي قال : « قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ألقى الذمي فيصافحني ، قال : امسحها بالتراب أو الحائط ، قلت : فالناصب؟ قال : اغسلها » (٣) المحمول على الاستحباب لعدم سراية النجس مع الجفاف كما هو مفروض الرواية ، فإنّه لولاه لم يكن وجه لقوله : « امسحها بالتراب وبالحائط » لتعيّن الغسل حينئذ ، وبما أن الرواية ضعيفة بعلي بن معمر فالحكم بالاستحباب يبتني على التسامح في أدلة السنن.

(٣) ورد ذلك في صحيحة البقباق قال : « قال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله ، وإن مسه جافاً فاصبب عليه الماء ... » (٤) وفي‌

__________________

(١) قدّمنا أقوالهم في ذلك في شرح العروة ٢ : ٥٧ ، ٣٨٥.

(٢) الوسائل ٣ : ٤٦٠ / أبواب النجاسات ب ٣٣ ح ٢.

(٣) الوسائل ٣ : ٤٢٠ / أبواب النجاسات ب ١٤ ح ٤.

(٤) الوسائل ٣ : ٤٤١ / أبواب النجاسات ب ٢٦ ح ٢.

۵۰۹