الأفضل ، والمذهب الاقتصادي السليم والعادل.

والاعتقاد بأنّ السياسة لا تجتمع مع الدِّين خطأ محض وفرية على الدِّين ، ما دام الدِّين هو السياسة الإلهيّة في خلقه.

ثمّ انّ المرجعيّة هي التي تعطى الأُمّة الوعي السياسي ، لما يدور حولها ، والوعي الثقافي والاعتقادي ، وكانت الحافظة عليها بمدادها وجهادها ، وبقائها عبر الأجيال.

ولم ينس المسلمون أيضاً مناهضته للشيوعيّة العالميّة ، بفتواه الخالدة : ( الانتماء إلى فلسفة الشيوعيّة كفر والانتماء إلى مبادئها الاقتصاديّة فسق ).

خصائصه السلوكيّة والذاتيّة :

كان يترفّع عن طلب الجاه ، وحبّ الرئاسة ، لا يستسيغ لنفسه أن يجري وراء الزّعامة ، تلك التي انتهت إليه ، وأتته منقادة طائعة ، وهو راغب عنها ، تعشّقاً للعلم ، وتفرّغاً للعبادة ، وتقشّفاً في العيش ، وزهداً في الحياة ، وإيثاراً للناس.

وهكذا عرفته الأوساط العلميّة نادرةً من نوادر العلم والتقوى والإيثار ، وقائداً فذّاً من قادة الرأي ، يمتاز بقوّة الابتكار ، وعمق التفكير ، وتوقّد الذِّهن ، ودقّة الإحساس ، وهي العوامل التي كوّنت منه الشخصية الموهوبة ، والزّعيم الملهَم كما أسلفنا. وكان عَلَماً من أعلام الإسلام يخفق على قمة الحوزة العلميّة في النجف الأشرف ، تدور على حوزته الدراسيّة رحى التحصيل ، فكان صاحب الآراء القيِّمة ، والنظريّات العلميّة الحديثة.

سياسته الحوزويّة :

والحديث عن حوزته العلميّة ، وما تميّزت به من كفاءات في صياغة أجيال من الفقهاء والمجتهدين ، الذين فقّههم في الدِّين ، وأعدّهم أقطاباً للعلم ، وأبطالاً للحركة ، وقادة للمرجعيّة ، ذلك لأنّه كانت براعته في تطوير العلوم الإسلامية التي خاضها ؛ هي التي أمكنته من أن يحدث فيها تفتّحاً علميّاً عميقاً ، درج عليه العلماء من تلامذته ، وهم يفتحون بدورهم آفاقاً علميّة جديدة في مختلف العلوم الإسلاميّة ، ومعارفها.

۵۳