مقدّساتهم ، والتّلاعب بمقدّراتهم ، كما تمكِّنهم من الوقوف صفّاً واحداً ، ويداً واحدة على أعدائهم ، بالتماسك ، والنفر ، والجهاد ، والوقوف وراء هذه المرجعيّة العليا التي تميّزت بأفضل ما تميّزت به المرجعيّات الأُخرى ، وأن تعدّ لهم ما استطاعوا من قوّة ، وفي مقدّماتها وحدة الكلمة ووحدة القيادة ، والتمسّك بكلمة التوحيد.

وعلى ذلك تدرّج الإمام الخوئي من مرحلة إلى أُخرى ، حتّى حاز المرجعيّة العُليا ، بجَدارة ، وتفوّق ، وحتّى قاد الثورة على الظلم والطّغيان.

وهكذا تدرّج الإمام الخوئي ، في نبوغه طالباً للعلم ، ثمّ استاذاً للعلوم ، ثمّ محقِّقاً يعدّ المجتهدين ، ثمّ زعيماً يقود المسلمين في العالم الإسلامي.

فكان السيد الخوئي في مرجعيّته العالميّة شديد الاحتياط في الدين ، وشديد الحذر والتحفّظ في السياسة ، وحديد النظر فيما يجري من أُمور ، لا يقدم على شي‌ء يستغلّه الحكّام في مجرى السياسة وحركاتها.

وبقي طيلة حياته ؛ مدافعاً عن الإسلام والمسلمين ، مُسانداً للحوزات العلميّة من أن تمتد إليها يد الاستعمار وأذنابه بالتحرّف.

دعم مدرسة أهل البيت :

ومن الثابت أنّ لأهل البيت عليهم‌السلام مدرسة وطريقة ، وليست مذهباً كسائر المذاهب التي نجمت عن اجتهاد المجتهدين ، وما يُسمّى بمذهب أهل البيت عليهم‌السلام تجوّزاً ليس إلاّ واقع الإسلام ، واصلة الذي بنى عليه الرسول رسالته التشريعيّة والاعتقاديّة.

فإنّ أهل البيت عليهم‌السلام ليسوا إلاّ حملة الرسالة وحُماتها ، لا يختلفون في أقوالهم وأفعالهم عمّا جاء به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولذلك اقتضت عصمتهم وإمامتهم بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانوا أحد الثّقلين المتماثلين الّذين يجب التمسّك بهما.

والواقع : انّهم ليسوا برواة كغيرهم بل هم يفرغون عن سنّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تلك التي ضاعت بين السّنن ، والمذاهب فأكّدوا عليها من غير رأي أو اجتهاد.

وكان الإمام الخوئي يسعى جاهداً في أداء ما مضى عليه أهل البيت عليهم‌السلام. وكان‌

۵۳