٥ ـ الدّعم الاقتصادي : في تدويل الأموال والوجوه الشرعيّة من الطّبقات المُتْرفة والمُرفّهة إلى الطّبقات المُعدمة والمُعسرة. والعمل على أن يكون بيت المال ثروة عامّة تجري في عروق المجتمع ، وتدور في قلب الحوزات العلميّة ، لتكون غنيّة عن سطوة السلطان ، بعيدة عن نفوذه.

مسؤوليّات مرجعيّة الإمام الخوئي :

وكان الإمام الخوئي : زعيماً حكيماً ، حديد النظر ، عالماً بزمانه ، يترسّم خطى الأئمّة الهداة عليهم‌السلام واحداً بعد آخر ، فيما يشبه زمانه بزمانهم ، يتصرّف في الأُمور وفق تصرّفهم حراسةً على حياة المسلمين العقليّة والثقافيّة والعقيديّة.

كما كان يرى : أنّ الحوزة العلميّة حصناً للإسلام ، ومنطلقاً للصمود ، باعتبارها وديعة الإمام الغائب ، على امتداد الغيبة الكبرى.

كان يرى أنّ المرجعيّة هي المسئولة عن المسلمين ، وهي ترعى واقعيّتين :

١ ـ واقعيّة مكنونة ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ (١) والله هو الحافظ لها ﴿ إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (٢) وقد أوعد أنّه يحفظه بحراسته وصيانته.

٢ ـ واقعيّة اعتقاديّة : وهي التي ينبغي للناس أن يحافظوا هم عليها ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ (٣).

فإنّ ما يداهم الناس من إخطار على الدِّين فهي على ما عند الناس من دين وإيمان وعقيدة. وأمّا ما هو الحجّة عليهم ، فلا تناله الأخطار ﴿ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ (٤) ، وإنّما يأتي الباطل من كلّ حدب وصوب على ما عند الناس من دين وإيمان.

__________________

(١) الأنفال : ٣٩.

(٢) الحجر : ٩.

(٣) الرّعد : ١١.

(٤) فصِّلت : ٤٢.

۵۳