وممّن تحدّث عن شخصيّته من أعلام المدرِّسين ، إذ قال : ( وكان في عنفوان شبابه يمتاز بالنّبوغ والذّكاء ، وقوّة الابتكار ، وكانت هذه المزايا هي التي جعلته يبدأ بتدريس الخارج سنة ١٣٥٠ ه‍ وكان من تلاميذه البارزين آية الله بهجت ) (١).

وتحدّث عن مقالاته العلمية والتعليمية أُستاذ جامعي وحوزوي ، حيث قال : ( ... فمنذ وصولي إلى النجف الأشرف حضرتُ أبحاث عدد كبير منهم ، إلى أن وُفقتُ بعد جهد واختبار طويلين أن أختار أوحدهم ، وأعمقهم ، وأدقّهم ، وأكثرهم فائدة ، العالِم الذي استفدتُ منه كثيراً ... ويمكنني القول أنّ شطراً كبيراً من علومي في الفقه والأُصول وغيرهما يعود الفضل فيها إليه ... أنّه آية الله العظمى السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي ) (٢).

وقد أعطي ستّة إجازات علميّة تشهد باجتهاده المبكِّر ، من أعاظم العلماء ، وجهابذة الأساتذة ، وهم : آيات الله النائيني ، والإصفهاني ، والعراقي ، وميرزا علي آقا الشيرازي ، والسيِّد أبو الحسن الأصفهاني ، والشيخ جواد البلاغي ، ترجع تواريخها إلى سنة ١٣٥٠ ١٣٥٢ هجريّة ، وهي في غاية الوصف وبالغ التعظيم (٣).

سياسته الفتوائيّة :

كان في سياسته الفتوائية : أن يتحرّز عن الإفتاء بالأحكام الثانويّة ، لأنّه يرى كفاية الأحكام الأوّلية ، بما سار عليه الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله في إصلاح المجتمع الجاهلي المتردِّي ، من دون أن يلجأ إلى غيرها من الأحكام الاضطرارية.

غير أنّ الإمام الخوئي يرى أنّ الأحكام الثانوية البديلة إنّما تكون في ظروفها النادرة بقوّة الأحكام الأوّلية ، من حيث الفعلية والتنجيز ، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بتبدّل الموضوع إلى موضوع جديد ، وتبدّل الأحكام بتبعه.

__________________

(١) ذكرى الامام الخوئي ( يادنامه آية الله العظمى خوئى ) / ٣٥ ، بقلم آية الله السبحاني ، وهو من أعلام المدرِّسين.

(٢) دائرة المعارف الإسلامية ، قسم التحقيقات الإسلامية / ٢٠٤ ، وهو الأُستاذ الدكتور الشيخ أبو القاسم الكرجي ، أُستاذ في جامعة طهران.

(٣) كتاب ( مشهد الامام عليّ ) ، ترجمة شخصيّة الإمام الخوئي ، بقلم الكاتب.

۵۳