المحكِّم فيهما. ولم ينس المسلمون خروجه على السياسات الاستعمارية القائمة في إيران وغيرها ، وطعنه في مشروعيّتها ، وشجب سياساتها ، والتألّب عليها في تصريحات خطيرة ، قال فيها : ( ... نحن نقف إلى جانب الشعوب الإسلامية في صراعها مع الحكومات الجائرة. إنّنا ننشد الخير والصّلاح لُامّتنا. وقد نهضنا للوقوف مع الحق ، وصد تيّار الظلم والخيانة. ونشتدّ في كفاحنا إذا اشتدّ الخطر المحدق بنا. إنّنا لا نتصوّر حكماً أسوأ من التغلغل اليهودي في إيران. إنّنا لا نطالب بدماء الأبرياء بقدر ما نطالب بالأهداف التي قُتِلوا من أجلها. إنّ العلماء الأعلام لا يمكنهم أن يتخلّفوا عن كفاح الأُمّة الإيرانيّة ، أو يعزلوا أنفسهم عن مآسيها. إنّ اليهود لم يتمكّنوا من السيطرة الاقتصاديّة ، إلاّ بعد أن أشاعوا في الشعب الإيراني التحلّل والانشقاق. إنّ أبشع صور الكبت هو مصادرة الحريّات الدينيّة لشعب متديِّن. إنّ الحكومات التي لا تقوى على حلّ مشاكل الناس ، تجد الحل الحاسم في رفع شعارات الحديد والنار. إنّ الشعب الإيراني يهدف إلى حكم يضمن حرِّيّته ، وإلى حياة تتّسم بالخير والرّخاء. إنّ تنازلنا عن هذه الأهداف معناه توافقنا على هذا الحكم الجائر ) (١).

وقد خاض الإمام الخوئي معارك إعلاميّة كثيرة في مناهضة الحكم الملكي القائم في إيران ، وادّى مسؤوليّته في خلق أرضيّة لقيام حكومة إسلاميّة فيها ، تضمن بعث الإسلام من جديد ، وإحياء سننه ، وأحكامه ، وحدوده ، والأخذ بنظمه الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.

وكان يرى : أنّ من أهم مسؤوليّاته في هذه المرجعيّة : التصدِّي للأحداث التي تنتاب حياة المسلمين ، وتعترض سبيلهم. يناضل خصوم الإسلام ، ويدعم الحركات الإسلامية السليمة التي تؤمن بالمرجعيّة ، وتلوذ بها. كما شدّد النكير على السياسات المناوِئة في العراق قياماً بالولاية الحسبيّة ، ومسؤوليّات النيابة العامّة ، تلك التي أوجبت عليه هذه الحماية في الثورة الشعبانيّة ، التي أعلن عنها : ( لا شكّ أنّ الحفاظ على بيضة الإسلام ، ومراعاة مقدّساته ، واجب على كل مسلم ، وأهيب بكم أن تكونوا مثالاً صالحاً للقيم‌

__________________

(١) التصريحات الخطيرة حول التغلغل اليهودي في إيران ، للإمام الخوئي ، تقرير الكاتب.

۵۳