على محاسبات العقل (١) ، ومأثورات النقل المُعتبر.

٢ ـ الفقه الإسلامي ، وأساسه شرائع الله ، وما يتفرّع عنها من أحكام عامّة تنتظم بها الحياة العمليّة للناس.

٣ ـ الأخلاق الدينيّة ، وهي المناهج السلوكيّة ، والمثل التربويّة ، تلك التي تعمل على تهذيب النفس وتكاملها‌

إنّما بُعِثتُ لُاتمِّم مكارم الأخلاق‌(٢).

ومن يدّعي التضلّع في معرفة الإسلام ، وليس له أدنى اختصاص بتلك المحتويات ، فلا يمكن أخذ الإسلام على واقعة عنه.

وتلك هي أُسس الرسالة الإسلامية ومحتواها ، ورسالة الإسلام بكل أبعادها هي التي تبعث على مكارم الأخلاق. وفرائضها هي التي تنمِّي هذه المكارم ، فتكوِّن خُلقاً ينطوي عليه الإنسان.

والواقع : أنّ الشريعة الإسلامية هي التي جاءت لتقويم السلوك الإنساني مع الإنسان الآخر ، ومع نفسه ، ومع الله ، بما شرح له من وظائف سلوكيّة ، وآداب اجتماعيّة ، وتكاليف عباديّة.

وإنّ الإنسان المسلم لا يمكنه أن يرتبط مع الله ، ويكون ظالماً لنفسه ، أو لأحد من عباده ، أو أن يكون ظالماً لله بالشرك والجحود ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (٣).

ومن هذا المنطلق يمكن أن توجد حاكميّة إسلاميّة ، دون أن تكون هناك حكومة إسلاميّة أو حاكم إسلامي ، كما يمكن أن تكون بالفعل دولة إسلاميّة ، ولا تكون للإسلام فيها مصداقيّة ، أو واقعيّة ، تغطِّي حياة المسلمين وشؤونهم ، كما كان الأمر في أكثر الحكومات الإسلاميّة الحاضرة والبائدة.

ثمّ انّه ما قيمة تلك الحكومات الإسلامية التي تفقد حاكميّة الإسلام وسلطانها ، كأكثر أدوار الخلافة الإسلامية التي اتُّخِذَ الإسلام فيها دعماً لها ، دون أن يُتّخذ الإسلام‌

__________________

(١) راجع ( دراسة علميّة ) لكتاب دلائل الصِّدق للإمام الشيخ محمّد حسن المظفّر ج ٢ ، ط دار العلم بالقاهرة ، بقلم الكاتب.

(٢) مكارم الأخلاق ، للطبرسي / ٨.

(٣) لقمان : ١٣.

۵۳