الغاصب لقاعدة الغرور (١).
ان قاعدة الغرور ذكرت في هذين الموردين وما شاكلهما من دون اشارة إلى تفاصيلها وما يرتبط بها من أبحاث.
ولو تمّت القاعدة المذكورة مدركا حصلنا على سبب آخر للضمان مضافا الى أسبابه الاخرى وهي : اليد ، الاتلاف ، الأمر بالعمل ، والاقدام على الضمان في رأي ، والتسبيب لخسارة الآخرين.
بيد انها محل اختلاف بين الفقهاء فمنهم من قبلها كسبب من أسباب الضمان ومنهم من رفض ذلك.
ونمنهج الحديث حول القاعدة ضمن النقاط التالية :
١ ـ مضمون القاعدة.
٢ ـ مدرك القاعدة.
٣ ـ قاعدة التسبيب.
٤ ـ اعتبار الجهل في صحة التمسك بالقاعدة.
٥ ـ تطبيقات.
١ ـ مضمون القاعدة
يقصد بالغرور الخديعة. يقال غرّه غرورا بمعنى خدعه خدعة.
وينبغي عدم الخلط بين الغرور والغرر ، فالأوّل يراد به الخديعة بينما الثاني يراد به كل جهالة تشتمل عليها المعاملة.
والمقصود من القاعدة ـ على هذا ـ ان كل من خدع غيره وأوقعه
__________________
(١) جواهر الكلام ٣٧ : ١٤٥.