مقدمة الطبعة الثانية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد البشرية الصالحة أبي القاسم محمد وعلى آله الهداة الميامين ..

أما بعد ... فلقد شاءت الأقدار أن تخرج هذه الأسفار الجليلة من تقريرات سيدنا الشهيد آية الله العظمى السيد الصدر ( قدس ) في مثل هذه الظروف العصيبة ، التي ألمت بعالمنا الإسلامي ، بعد قيام الثورة الإسلامية المباركة في إيران الإسلام بقيادة امام الأمة آية الله العظمى السيد الخميني ( مد ظله ).

هذه الظروف التي جاءت نتيجة تكالب قوى الكفر والاستكبار العالمي ، وتحالفها في التصدي ، والمواجهة للمدد الإسلامي الظافر ، الّذي كان لسيدنا الشهيد ( قده ) الدور الأساس في ترسيخ دعائمه ، وإرساء قواعده على الصعيدين الفكري والعملي في العالم الإسلامي أجمع ، وفي العراق على وجه الخصوص. حتى توج حركة الإسلام ببذل دمه الزاكي ، الّذي كان أغلى دماء هذا العصر. أريق في سبيل إعلاء كلمة الحق ومواجهة الطغاة والظالمين. فكان بحق سيد شهداء عصره ، أسوة بجده سيد الشهداء ٧.

والحقيقة ان استيعاب أبعاد عظمة هذا العالم الرباني العامل لا يتيسر لأحد في مثل هذه الدراسة العاجلة ولكن ذلك لا يعفينا من التعرض لأبرز معالم مدرسته العلمية والفكرية ، التي أنشأها ، وخرج على أساسها جيلا من العلماء الرساليين والمثقفين الواعين

۳۹۱۱