الرّجل أو « الرّجل العالم ».
أمَّا الأول ، فلأن النسبة هنا تحليلية ، ببرهان أنَّها من النسب التي موطنها الأصلي الخارج فيستحيل تصوّر الذهن لها إلا عن طريق مفهوم ذهني واحد مركّب تحليلاً ، كما برهنا عليه سابقاً.
وأمَّا الثاني ، فلأن النسبة هنا تحليلية أيضا ، لا لأنَّ موطنها الأصلي الخارج فان مرد النسبة في الجملة الوصفية « الرّجل العالم » إلى النسبة التصادقية لا إلى نسبة خارجية ، لعدم وجود نسبة في الخارج بين الرّجل والعالم ، لاتحاد هما في وعاء الخارج وفي وعاء اتحاد الطرفين يستحيل قيام النسبة بينهما ، وإنَّما تقوم بينهما في وعاء المغايرة وهو الذهن ، فالنسبة الممكنة بين الرّجل والعالم انَّما هي النسبة التامة التصادقيّة ، غير أنَّ هذه النسبة إذا أريد الحكاية عنها تصوّراً على حدّ حكاية الذهن تصوّراً عن النسب الخارجية كان من الضروري تحويلها إلى نسبة تحليلية أيضا بحيث يوجد في الذهن مفهوم وحداني مركّب لو حلل لانحل إلى نسبة تصادقيّة وطرفين ، وذلك إذ بدون هذا ومع قيام النسبة التصادقيّة في الذهن حقيقة لا يكون ذلك مفهوماً ذهنيّاً حاكياً عن النسبة التصادقيّة بل إيجاداً حقيقيّاً لها ، فالذهن بعد فرض قدرته على الحكاية مفهوماً وتصوّراً عن النسب الواقعية سواءً كانت أوليّة خارجية أو ثانوية ذهنية على حدّ قدرته على الحكاية عن غير النسب من الأمر والواقعية فلا بدَّ أن تكون حكايته عن تلك النسب بالطريقة التي برهنا عليها ، وبهذا قد يتّضح سر الكلام المعروف وهو أن الأوصاف قبل العلم بها اخبار ، وانَّ الجملة الوصفية متأخرة رتبة عن الجملة التامة ، فانَّه من تأخر الحاكي عن المحكي ، فانَّ نسبة مفاد الجملة الوصفية إلى مفاد الجملة التامة نسبة مفاد جملة الإضافة « علم الرّجل إلى الواقعة الخارجية التي تمثّل قيام هذا العرض بموضوعه.
قد يقال انَّ النسبة التصادقية إن كانت خصوصية لحاظية فلا بدَّ فيها من ملحوظ بالذات وملحوظ بالعرض من زاوية اللاحظ مع انَّ المفروض انَّها ليس لها ما يطابقها في الخارج ، وإن كانت خصوصية واقعية قائمة باللحاظ فهي ليست ملحوظة ومتوجهاً إليها إلا بلحاظ آخر يكون ناظراً إلى الربط المخصوص بين التصورين الأوليين مع