أقعدونا في البستان واصطفّ عمومته واخوته واخواته وأخذوا الرضا عليهالسلام وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له : ادخل البستان كأنّك تعمل فيه ، ثم جاؤوا بأبي جعفر عليهالسلام فقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا : ليس له هاهنا أب ولكن هذا عمّ أبيه وهذا عمّ أبيه وهذا عمّه وهذه عمّته وان يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان فان قدميه وقدميه واحدة فلما رجع أبو الحسن عليهالسلام قالوا : هذا أبوه ...» (١).
ولأجل هذا الخبر خالف صاحب الحدائق المشهور في مسألة القيافة واختار جوازها باعتبار انّه عليهالسلام أجابهم إلى ما سألوا ولو كان ذلك محرّما لما أجابهم إلى ذلك ، وكيف يجيب عليهالسلام الى محرم ، مضافا الى انّهم نقلوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قضاءه بالقافة وهو عليهالسلام لم يكذّبهم بل قررهم على ذلك (٢).
الثانية : ما روي في كتب العامة مكرّرا عن عائشة : «ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل عليّ مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال : ألم تري ان مجزّزا نظر آنفا الى زيد بن حارثة واسامة بن زيد فقال : ان بعض هذه الأقدام لمن بعض» (٣).
وكأن الوجه في التشكيك في نسبة اسامة إلى زيد ان زيدا أبيض اللون بينما اسامة شديد السواد لأنّ امه أم أيمن كانت حبشية سوداء.
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ٣٢٢.
(٢) الحدائق الناضرة ١٨ : ١٨٣.
(٣) صحيح مسلم باب ١١ من كتاب الرضاع حديث ١٤٥٩ والبخاري في باب القائف من كتاب الفرائض ٤ : ١٠٥ وأبو داود السجستاني في كتاب الطلاق من سننه ٢ : ٢٨٠ وغيرهم.