الإيمان والعمل كرجاء الزارع بدون أن يحرث ويبذر ، ويسقي في أنّه لا ينتج إلّا الندامة والحسرة ، قال عزوجل : ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ (١) ، وأنّ النفرة عن الجحيم والنار ودركاتها من دون ترك موجباتها ، كالنفرة عن السبع والعقارب والحيّات مع المشيّ نحوها ، خصوصا بناء على تجسّم الأعمال ، كما هو مفاد بعض الآيات كقوله عزوجل : ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾ (٢) ، فعلى العاقل الخبير أن يفرّ عن المحرّمات كما يفرّ عن السبع والعقارب والحيّات ، ويبتعد عن المشتبهات ، ويستعدّ للآخرة ولا يغفل عنها طرفة عين أبدا.
هذا ما حصل لي من شرح هذا الكتاب الفخيم بعون الله وإمداده ، وأسأله أن يجعله ذخرا لمعادي وهو مجيب الدعوات ، وآخر كلامي الحمد لله ربّ العالمين.
العبد السيّد محسن الخرّازي
قم المشرفة ـ ١٦ محرم الحرام ١٤٠٩ الهجرية القمرية
__________________
(١) الكهف : ١١٠.
(٢) آل عمران : ٣٠.