مفعوليه ك : أعْطَيْتُ زَيْداً ، وأعْطَيْتُ دِرْهَماً ، بخلاف باب عَلِمْتُ ؛ وإلى ثلاثة مفاعيل نحو : أعْلَمَ اللهُ زَيْداً عَمْراً فاضِلاً ، ومنه أرىٰ ، وأنْبَأَ ونَبَّأَ ، وأخْبَرَ ، وخَبَّرَ ، وحَدَّثَ. وهذه الأفعال السبعة مفعولها الأوّل مع الأخيرين كمفعولي أعْطَيْتُ في جواز الاقتصار على أحدهما نحو : أعْلَمَ اللهُ زَيْداً ، والثاني مع الثالث كمفعولي عَلِمْتُ في عدم جواز الاقتصار على أحدهما فلا يقال : أعْلَمْتُ زَيْداً خَيْرَ الناسِ ، بل يقال : أعْلَمْتُ زَيْداً عَمْراً خَيْرَ الناسِ.
فصل : افعال القلوب
وهي سبعة : «عَلِمْتُ ، وظَنَنْتُ ، وحَسِبْتُ ، وخِلْتُ ، ورَأَيْتُ ، وزَعَمْتُ ، ووَجَدْتُ» ، وهي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما على المفعوليّة نحو : عَلِمْتُ زَيْداً فاضِلاً ، وظَنَنْتُ عَمْراً عالِماً.
واعلم أنّ لهذه الأفعال خواصّ ، منها : أن لا يقتصر على أحد مفعوليها بخلاف باب أعْطَيْتُ ، فلا تقول : عَلِمْتُ زَيْداً ، ومنها : جواز إلغائها إذا توسّطت نحو : زَيْدٌ ظَنَنْتُ عالِمٌ ، أو تأخّرت نحو : زَيْدٌ قائِمٌ ظَنَنْتُ ، ومنها : إنّها تُعَلَّقُ إذا وقعت قبل الاستفهام نحو : عَلِمْتُ أزَيْدٌ عنْدَك أم عَمْروٌ ، وقبل النفي نحو : عَلِمْتُ ما زَيْدٌ فِي الدار ، وقبل لام الابتداء نحو : عَلِمْتُ لَزَيْدٌ مُنْطَلِقٌ ، فهي في هذه المواضع لا تعمل ، لفظاً وتعمل معنىً ولذلك سمّي تعليقاً.
ومنها : إنّه يجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين متّصلين من الشيء الواحد نحو : عَلِمْتُني مُنْطَلِقاً ، وظَنَنْتكَ فاضِلاً.
واعلم أنّه قد
يكون ظَنَنْتُ بمعنى اتَّهَمْتُ ، وعَلِمْتُ بمعنى عَرَفْتُ ، ورَأَيْتُ بمعنى أبْصَرْتُ ، ووَجَدْتُ بمعنى أصَبْتُ الضالَّة ، فتنصب مفعولاً