درس مکاسب - خیارات

جلسه ۱۸۱: احکام خیار ۵

مرتضوی
استاد
مرتضوی
 
۱

خطبه

۲

بررسی نحوه دوم و چهارم

وجه دوم از وجوه اربعه در نظر مرحوم شیخ صحیح نمی‌باشد، برای اینکه وجه دوم گرچه منافات با ادله ارث ندارد، برای اینکه مفاد ادله ارث این است: آنچه که گذاشته شده است برای همه ورثه می‌باشد و این جهت در وجه دوم موجود است. تمام خیار برای تمام ورثه بوده است و لکن بطلان این وجه دوم برای این است که دلیلی که دلالت بر تجزیه خیار به واسطه تعدد متعلّق آن بکند نداریم.

ادله ارث دو نحو است:

نحوه اول ساکت از قسمت شیء موروث می‌باشد، فقط می‌گوید (ما ترکه المیّت لوارثه). نحوه بودن آن برای وارث بیان نشده است. این قسم از ادله واضح است که دلالت بر قسمت خیار به هر یک از ورثه ندارد.

نحوه دوم از ادله ارث متکفّل نحوه قسمت موروث است که زوجه یک هشتم را بردارد، پسر دو برابر دختر بردارد و...

قدر متیقن از این نحوه دوم این است که همه خیار برای همه ورثه من حیث المجموع باشد، برای اینکه با توجه به اینکه متروک و موروث که عبارت از خیار است قابل قسمت نمی‌باشد. تبعاً قسمت در صورت اعمال حق یا در مثمن قرار می‌گیرد، مثل زمینی که فروخته شده است با جعل خیار با اتفاق همه ورثه فروش زمین فسخ می‌شود، زمین به ورثه برمی‌گردد، سپس زمین قسمت می‌شود. یا اینکه قسمت در ناحیه ثمن قرار می‌گیرد، همه ورثه به اتفاق هم خیار خودشان را ساقط می‌کنند، بعد از سقوط عوض زمین ملک لازم ورثه می‌شود، یعنی ده هزار تومان. تبعاً در این مورد به مقتضای ادله ارث قسمت در ده هزار تومان انجام می‌شود.

پس وجه دوم بطلان آن برای این است که دلیل بر قسمت خیار به واسطه متعلق نداریم.

از ما ذکرنا روشن شد وجه دوم از وجه سوم ایضاً باطل است چون:

اولاً دلیلی که بگوید خیار مربوط به جنس ورثه در ضمن مجموع می‌باشد نداریم.

و ثانیاً ادله ارث خیار با ارث مال واحد است. ادله ارث خیار مال را برای مجموع ثابت می‌کند. برای هر یک از افراد زمین به ارث گذاشته می‌شود نه برای طبیعی وارث.

نمی‌توان برداشت از دلیل نسبت به مال مجموع باشد و نسبت به حق خیار جنس و طبیعی باشد چون استعمال لفظ در اکثر از معنا خواهد بود.

پس وجه اول از سوم صحیح می‌باشد، لذا باید اتفاق ورثه بر فسخ و امضا باشد. پس فسخ و امضاء هر یک با شرط اتفاق دیگران نافذ و مؤثر است.

۳

جریان این مطلب در همه حقوق

مطلب دوم این است؛ مرحوم شیخ می‌فرماید: روشن شد که وجوه اربعه اختصاص به حق خیار ندارد، بلکه هر حقّی که مورّث داشته است میزان این است در موردی که حق واحد و مستحق متعدّد باشد، و مختار ایشان وجه اول از سوم می‌باشد مگر در مواردی که دلیل خاص داشته باشیم مثل باب قذف و حق قصاص.

این مدعای مرحوم شیخ یک اشکالی دارد که آن این است: در مورد حق شفعه که زید حق خودش را فروخته است، عمر حق شفعه دارد، عمر مرده است، دو پسر دارد، یکی اسقاط حق کرده و دیگری اعمال حق می‌کند. می‌گویند اعمال حق اشکالی ندارد در حالی که نص خاص نداریم. لذا باید در کلّ موارد وجه اول بگویید.

مرحوم شیخ جواب می‌دهند: فرقٌ بین حقّ شفعه و ما نحن فیه که در مورد حق شفعه اگر أحد الورثه حق فسخ نداشته باشد، ضرر متوجّه او می‌شود به واسطه ادله لا ضرر لزوم بیع از آن وارث برداشته شده است و این ضرر در سائر حقوق مثل حق الخیار نمی‌باشد لذا قیاس مع الفارق است. مگر بگویید در بعض موارد در حق خیار هم ضرر متوجّه می‌شود.

سپس مرحوم شیخ کلمات فقها را نقل می‌کند که بعضی ظهور در وجه اول از سوم دارد که تفریق ورثه جایز نیست.

۴

تطبیق بررسی نحوه دوم و چهارم

وأمّا الوجه الثاني: فهو وإن لم يكن منافياً لظاهر أدلّة الإرث: من ثبوت مجموع المتروك لمجموع الوارث، إلاّ أنّ تجزئة الخيار بحسب متعلّقه كما تقدّم ممّا لم تدلّ عليه أدلّة الإرث. أمّا ما كان منها (اخبار) كالنبوي غير متعرّضٍ للقسمة فواضحٌ، وأمّا ما تعرّض فيه للقسمة كآيات قسمة الإرث بين الورثة فغاية ما يستفاد منها (اخبار) في المقام بعد ملاحظة عدم انقسام نفس المتروك هنا ثبوتُ القسمة فيما يحصل بإعمال هذا الحقّ أو إسقاطه، فيقسّم بينهم العين المستردّة بالفسخ، أو ثمنها (عین) الباقي في ملكهم بعد الإجازة على طريق الإرث.

وأمّا ثبوت الخيار لكلٍّ منهم مستقلا في حصّته (کل منهم)، فلا يستفاد من تلك الأدلّة، فالمتيقّن من مفادها هو ثبوت الخيار الواحد الشخصي للمجموع، فإن اتّفق المجموع على الفسخ انفسخ في المجموع، وإلاّ فلا دليل على الانفساخ في شي‌ءٍ منه.

ومن ذلك يظهر: أنّ المعنى الثاني للوجه الثالث وهو (معنای دوم از سوم) قيام الخيار بالطبيعة المتحقّقة في ضمن المجموع أيضاً لا دليل عليه، فلا يؤثّر فسخ أحدهم وإن لم يجز الآخر، مع أنّ هذا المعنى أيضاً مخالفٌ لأدلّة الإرث؛ لما عرفت من أنّ مفادها بالنسبة إلى المال والحقّ واحدٌ، ومن المعلوم أنّ المالك للمال ليس هو الجنس المتحقّق في ضمن المجموع.

۵

تطبیق جریان این مطلب در همه حقوق

ثم إنّ ما ذكرنا جارٍ في كلّ حقٍّ ثبت لمتعدّدٍ لم يُعلم من الخارج كونه على خصوص واحدٍ من الوجوه المذكورة. نعم، لو علم ذلك (خصوص یکی از وجوه) من دليلٍ خارجٍ اتّبع، كما في حدّ القذف؛ فإنّ النصّ قد دلّ على أنّه لا يسقط بعفو أحد الشريكين، وكحقّ القصاص، فإنّه لا يسقط بعفو أحد الشريكين، لكن مع دفع الآخر مقدار حصّة الباقي من الدية إلى أولياء المقتصّ منه جمعاً بين الحقّين.

لكن يبقى الإشكال في حكم المشهور من غير خلافٍ يعرف بينهم وإن احتمله (خلاف را) في الدروس ـ : من أنّ أحد الورثة إذا عفى عن الشفعة كان للآخر الأخذ بكلّ المبيع، فإنّ الظاهر أنّ قولهم بذلك ليس لأجل دليلٍ خارجيٍّ، والفرق بينه (حق شفعه) وبين ما نحن فيه مشكلٌ.

ويمكن أن يفرّق (بین باب شفعه و ما نحن فیه) بالضرر؛ فإنّه لو سقطت الشفعة بعفو أحد الشريكين تضرّر الآخر بالشركة. بل لعلّ هذا (ضرر) هو السرّ في عدم سقوط حدّي القذف والقصاص بعفو البعض؛ لأنّ الحكمة فيهما التشفّي، فإبطالهما بعفو أحد الشركاء إضرارٌ على غير العافي، وهذا غير موجودٍ فيما نحن فيه، فتأمّل.

ثمّ إنّ ما اخترناه من الوجه الأوّل (وجه اول از سوم) هو مختار العلاّمة في القواعد بعد أن احتمل الوجه الثاني وولده في الإيضاح والشهيد في الدروس والشهيد الثاني في المسالك، وحكي عن غيرهم.

قال في القواعد: وهل للورثة التفريق؟ فيه نظرٌ، أقربه المنع، وإن جوّزناه مع تعدّد المشتري. وزاد في الإيضاح بعد توجيه المنع بأنّه لم يكن لمورّثهم إلاّ خيارٌ واحد ـ : أنّه لا وجه لاحتمال التفريق.

وقال في الدروس في باب خيار العيب: لو جوّزنا لأحد المشتريين الردّ لم نجوّزه لأحد الوارثين عن واحدٍ؛ لأنّ التعدّد طارٍ على العقد سواء كان الموروث خيار العيب أو غيره، انتهى.

وقال في المسالك بعد المنع عن تفرّق المشتريين في الخيار: هذا كلّه فيما لو تعدّد المشتري، أمّا لو تعدّد مستحقّو المبيع مع اتحاد المشتري ابتداءً كما لو تعدّد وارث المشتري الواحد فإنّه ليس لهم التفرّق لاتّحاد الصفقة، والتعدّد طارٍ، مع احتماله (تعدد)، انتهى.

وظاهر التذكرة في خيار المجلس الوجهُ الأوّل من الوجوه المتقدّمة (وجه اربعه)، قال: لو فسخ بعضهم وأجاز الآخر فالأقوى أنّه ينفسخ في الكلّ، كالمورّث لو فسخ في حياته في البعض وأجاز في البعض، انتهى.

ويحتمل أن لا يريد (علامه) بذلك أنّ لكلٍّ منهما ملك الفسخ في الكلّ، كما هو مقتضى الوجه الأوّل، بل يملك الفسخ في البعض ويسري في الكلّ، نظير فسخ المورّث في البعض.

وكيف كان، فقد ذكر (علامه) في خيار العيب: أنّه لو اشترى عبداً فمات وخلّف وارثين فوجدا به عيباً لم يكن لأحدهما ردّ حصّته خاصّةً للتشقيص (تبعیض المبیع)، انتهى.

وقال في التحرير: لو ورث اثنان عن أبيهما خيار عيبٍ، فرضي أحدهما، سقط حقّ الآخر عن الردّ دون الأرش.

والظاهر أنّ خيار العيب وخيار المجلس واحدٌ، كما تقدّم عن الدروس. فلعلّه رجوعٌ عمّا ذكره في خيار المجلس.

وأمّا الثانية : فلأنّ مفاد تلك الأدلّة بالنسبة إلى المال المتروك والحقّ المتروك شي‌ءٌ واحدٌ ، ولا يستفاد منها بالنسبة إلى المال الاشتراك وبالنسبة إلى الحقّ التعدّد ، إلاّ مع استعمال الكلام في معنيين.

هذا ، مع أنّ مقتضى ثبوت ما كان للميّت لكلٍّ من الورثة أن يكونوا كالوكلاء المستقلّين ، فيمضي السابق من إجازة أحدهم أو فسخه ، ولا يؤثّر اللاحق ، فلا وجه لتقدّم الفسخ على الإجازة على ما ذكره.

عدم دلالة أدلّة الارث على الوجه الثاني

وأمّا الوجه الثاني : فهو وإن لم يكن منافياً لظاهر أدلّة الإرث : من ثبوت مجموع المتروك لمجموع الوارث ، إلاّ أنّ تجزئة الخيار بحسب متعلّقه كما تقدّم ممّا لم تدلّ عليه أدلّة الإرث. أمّا ما كان منها كالنبوي غير متعرّضٍ للقسمة فواضحٌ ، وأمّا ما تعرّض فيه للقسمة كآيات قسمة الإرث بين الورثة فغاية ما يستفاد منها في المقام بعد ملاحظة عدم انقسام نفس المتروك هنا ثبوتُ القسمة فيما يحصل بإعمال هذا الحقّ أو إسقاطه ، فيقسّم بينهم العين المستردّة بالفسخ ، أو ثمنها الباقي في ملكهم بعد الإجازة على طريق الإرث.

المتيقّن من الأدلّة هو الوجه الثالث

وأمّا ثبوت الخيار لكلٍّ منهم مستقلا في حصّته ، فلا يستفاد من تلك الأدلّة ، فالمتيقّن من مفادها هو ثبوت الخيار الواحد الشخصي للمجموع ، فإن اتّفق المجموع على الفسخ انفسخ في المجموع ، وإلاّ فلا دليل على الانفساخ في شي‌ءٍ منه.

عدم الدليل على المعنى الثاني للوجه الثالث أيضاً

ومن ذلك يظهر : أنّ المعنى الثاني للوجه الثالث وهو قيام الخيار بالطبيعة المتحقّقة في ضمن المجموع أيضاً لا دليل عليه ، فلا يؤثّر فسخ أحدهم وإن لم يجز الآخر ، مع أنّ هذا المعنى أيضاً مخالفٌ لأدلّة الإرث ؛ لما عرفت من أنّ مفادها بالنسبة إلى المال والحقّ واحدٌ ، ومن المعلوم‌

أنّ المالك للمال ليس هو الجنس المتحقّق في ضمن المجموع.

ما ذكرناه جارٍ في كلّ حقٍّ ثبت لمتعدّد

ثم إنّ ما ذكرنا جارٍ في كلّ حقٍّ ثبت لمتعدّدٍ لم يُعلم من الخارج كونه على خصوص واحدٍ من الوجوه المذكورة. نعم ، لو علم ذلك من دليلٍ خارجٍ اتّبع ، كما في حدّ القذف ؛ فإنّ النصّ قد دلّ على أنّه لا يسقط بعفو أحد الشريكين (١) ، وكحقّ القصاص ، فإنّه لا يسقط بعفو أحد الشريكين ، لكن مع دفع الآخر مقدار حصّة الباقي من الدية إلى أولياء المقتصّ منه جمعاً بين الحقّين.

الاشكال على حكم المشهور في حقّ الشفعة والجواب عنه

لكن يبقى الإشكال في حكم المشهور من غير خلافٍ يعرف بينهم وإن احتمله في الدروس (٢) ـ : من أنّ أحد الورثة إذا عفى عن الشفعة كان للآخر الأخذ بكلّ المبيع ، فإنّ الظاهر أنّ قولهم بذلك ليس لأجل دليلٍ خارجيٍّ ، والفرق بينه وبين ما نحن فيه مشكلٌ.

ويمكن أن يفرّق بالضرر ؛ فإنّه لو سقطت الشفعة بعفو أحد الشريكين تضرّر الآخر بالشركة. بل لعلّ هذا هو السرّ في عدم سقوط حدّي القذف والقصاص بعفو البعض ؛ لأنّ الحكمة فيهما التشفّي ، فإبطالهما بعفو أحد الشركاء إضرارٌ على غير العافي ، وهذا غير موجودٍ فيما نحن فيه ، فتأمّل.

ما اخترناه هو مختار العلّامة وولده والشهيدين

ثمّ إنّ ما اخترناه من الوجه الأوّل (٣) هو مختار العلاّمة في القواعد بعد أن احتمل الوجه الثاني وولده في الإيضاح والشهيد في الدروس‌

__________________

(١) راجع الوسائل ١٨ : ٤٥٦ ، الباب ٢٢ من أبواب حدّ القذف ، الحديث ١ و ٢.

(٢) الدروس ٣ : ٣٧٨.

(٣) أي المعنى الأوّل من معنيي الوجه الثالث ، راجع الصفحة ١١٨.

والشهيد الثاني في المسالك ، وحكي عن غيرهم (١).

كلام العلّامة في القواعد

قال في القواعد : وهل للورثة التفريق؟ فيه نظرٌ ، أقربه المنع ، وإن جوّزناه مع تعدّد المشتري (٢). وزاد في الإيضاح بعد توجيه المنع بأنّه لم يكن لمورّثهم إلاّ خيارٌ واحد ـ : أنّه لا وجه لاحتمال التفريق (٣).

وقال في الدروس في باب خيار العيب : لو جوّزنا لأحد المشتريين الردّ لم نجوّزه لأحد الوارثين عن واحدٍ ؛ لأنّ التعدّد طارٍ على العقد سواء كان الموروث خيار العيب (٤) أو غيره (٥) ، انتهى.

وقال في المسالك بعد المنع عن تفرّق المشتريين في الخيار : هذا كلّه فيما لو تعدّد المشتري ، أمّا لو تعدّد مستحقّو (٦) المبيع مع اتحاد المشتري ابتداءً كما لو تعدّد وارث المشتري الواحد فإنّه ليس لهم التفرّق لاتّحاد الصفقة ، والتعدّد طارٍ ، مع احتماله (٧) ، انتهى.

ظاهر كلامه في التذكرة الوجه الأوّل

وظاهر التذكرة في خيار المجلس الوجهُ الأوّل من الوجوه المتقدّمة ، قال : لو فسخ بعضهم وأجاز الآخر فالأقوى أنّه ينفسخ في الكلّ ، كالمورّث لو فسخ في حياته في البعض وأجاز في البعض (٨) ، انتهى.

__________________

(١) راجع مفتاح الكرامة ٤ : ٥٩١ ، ومستند الشيعة ١٤ : ٤١٤ ٤١٥.

(٢) القواعد ٢ : ٦٨.

(٣) إيضاح الفوائد ١ : ٤٨٧.

(٤) في «ش» والمصدر : «عيب».

(٥) الدروس ٣ : ٢٨٥.

(٦) في «ش» : «مستحقّ المبيع» ، وفي المصدر : «المستحقّ للمبيع».

(٧) المسالك ٣ : ٢٨٧.

(٨) التذكرة ١ : ٥١٨.

ويحتمل أن لا يريد بذلك أنّ لكلٍّ منهما ملك الفسخ في الكلّ ، كما هو مقتضى الوجه الأوّل ، بل يملك الفسخ في البعض ويسري في الكلّ ، نظير فسخ المورّث في البعض.

وكيف كان ، فقد ذكر في خيار العيب : أنّه لو اشترى عبداً فمات وخلّف وارثين فوجدا به عيباً لم يكن لأحدهما ردّ حصّته خاصّةً للتشقيص (١) ، انتهى.

وقال في التحرير : لو ورث اثنان عن أبيهما خيار عيبٍ ، فرضي أحدهما ، سقط حقّ الآخر عن (٢) الردّ دون الأرش (٣).

والظاهر أنّ خيار العيب وخيار المجلس واحدٌ ، كما تقدّم عن الدروس (٤). فلعلّه رجوعٌ عمّا ذكره في خيار المجلس.

ثمّ إنّه ربما يحمل ما في القواعد وغيرها : من عدم جواز التفريق (٥) ، على أنّه لا يصحّ تبعّض المبيع (٦) من حيث الفسخ والإجازة ، بل لا بدّ من الفسخ في الكلّ أو الإجازة ، فلا دلالة فيها على عدم استقلال كلٍّ منهم على الفسخ في الكلّ ، وحينئذٍ فإن فسخ أحدهم وأجاز الآخر قُدّم الفسخ على الإجازة.

__________________

(١) التذكرة ١ : ٥٣٦.

(٢) في «ش» والمصدر : «من».

(٣) التحرير ١ : ١٨٣.

(٤) تقدّم في الصفحة المتقدّمة ، ولكنّه قال : «سواء كان الموروث خيار العيب أو غيره».

(٥) القواعد ٢ : ٦٨ ، وراجع مستند الشيعة ١٤ : ٤١٤.

(٦) في محتمل «ق» : «البيع».

ويُنسب تقديم الفسخ إلى كلّ مَن مَنعَ من التفريق ، بل في الحدائق تصريح الأصحاب بتقديم الفاسخ من الورثة على المجيز (١). ولازم ذلك الاتّفاق على أنّه متى فسخ أحدهم انفسخ في الكلّ. وما أبعد بين هذه الدعوى وبين ما في الرياض ، من قوله : ولو اختلفوا يعني الورثة قيل : قُدّم الفسخ ، وفيه نظرٌ (٢).

لكنّ الأظهر في معنى عبارة القواعد ما ذكرنا ، وأنّ المراد بعدم جواز التفريق : أنّ فسخ أحدهم ليس ماضياً مع عدم موافقة الباقين ، كما يدلّ عليه قوله فيما بعد ذلك في باب خيار العيب : إنّه «إذا ورثا خيار عيبٍ (٣) ، فلا إشكال في وجوب توافقهما» (٤) فإنّ المراد بوجوب التوافق وجوبه الشرطي ، ومعناه : عدم نفوذ التخالف ، ولا ريب أنّ عدم نفوذ التخالف ليس معناه عدم نفوذ الإجازة من أحدهما (٥) مع فسخ صاحبه ، بل المراد عدم نفوذ فسخ صاحبه من دون إجازته (٦) ، وهو المطلوب.

وأصرح منه ما تقدّم من عبارة التحرير ثمّ التذكرة (٧). نعم ، ما تقدّم من قوله في الزوجة غير ذات الولد : «أقربه ذلك إن اشترى‌

__________________

(١) الحدائق ١٩ : ٧١.

(٢) الرياض ٨ : ٢٠٣.

(٣) في «ش» : «أمّا لو أورثا خيار العيب».

(٤) القواعد ٢ : ٧٤.

(٥) في «ق» : «أحدهم» ، وهو لا يوافق السياق.

(٦) في «ش» زيادة : «لفسخ صاحبه».

(٧) تقدّمتا في الصفحة المتقدّمة.

بخيارٍ لترث من الثمن» (١) قد يدلّ على أنّ فسخ الزوجة فقط كافٍ في استرجاع تمام الثمن لترث منه ؛ إذ استرداد مقدار حصّتها موجبٌ للتفريق الممنوع عنده وعند غيره.

حاصل الوجه الثالث

وكيف كان ، فمقتضى أدلّة الإرث ثبوت الخيار للورثة على الوجه الثالث الذي اخترناه. وحاصله : أنّه متى فسخ أحدهم وأجاز الآخر لغى الفسخ.

وقد يتوهّم استلزام ذلك بطلان حقّ شخصٍ ، لعدم إعمال الآخر حقّه.

ويندفع : بأنّ الحقّ إذا كان مشتركاً لم يجز إعماله إلاّ برضا الكلّ ، كما لو جعل الخيار لأجنبيين على سبيل التوافق.

فرع :

إذا اجتمع الورثة كلّهم على الفسخ فيما باعه مورّثهم ، فإن كان عين الثمن موجوداً في ملك الميّت دفعوه إلى المشتري ، وإن لم يكن موجوداً أُخرج من مال الميّت ولا يمنعون من ذلك وإن كان على الميّت دينٌ مستغرقٌ للتركة ، لأنّ المحجور له الفسخ بخياره. وفي اشتراط ذلك بمصلحة الديّان وعدمه وجهان. ولو كان مصلحتهم في الفسخ لم يجبروا الورثة (٢) عليه لأنّه حقٌ لهم ، فلا يجبرون على إعماله.

ولو لم يكن للميّت مالٌ ففي وجوب دفع الثمن من مالهم بقدر الحصص وجهان :

__________________

(١) تقدّم في الصفحة ١١٤.

(٢) في «ق» : «الوارث».