كلمة (لا أدري) ، ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك ، في حين أنّك لا تجد شخصا مترجما له من فقهاء الإسلام ورواته وعلمائه إلّا ذكرت في ترجمته تربيته وتلمذته على غيره وأخذه الرواية والعلم على المعروفين وتوقفه في بعض المسائل أو شكّه في كثير من المعلومات كعادة البشر في كل عصر ومصر (١).


(١) يقع البحث في مقامات :

الأوّل : أن مقتضى كون الإمام قائما مقام النبيّ في جميع شئونه إلّا تلقّي الوحي ، هو تخلقه بأخلاقه واتصافه بصفاته ، إذ بدون ذلك لا يتم الاستخلاف والنيابة ، ومعه لا يتم اللطف ، وهو نقض للغرض ، ومخالف لمقتضى عنايته الاولى ورحيميته ، ونقض الغرض ، والمخالف لمقتضى عنايته تعالى لا يقع ولا يصدر منه أصلا كما لا يخفى.

وتوضيح ذلك أنّه قد مرّ في باب النبوّة أنّ من أغراض البعثة هو استكمال النفوس ، فاللازم هو أن يكون النبيّ في الصفات أكمل ، وأفضل من المبعوثين إليهم حتّى يتمكن له أن يهديهم ويستكملهم وينقاد الناس له للتعلم والاستكمال ، فإن كان النبيّ مبعوثا إلى قوم خاصّين فاللازم هو أن يكون أفضل منهم في ذلك الزمان ، وإن كان مبعوثا إلى جميع الناس إلى يوم القيامة ، فاللازم هو أن يكون أفضل من جميعهم إذ لو لا ذلك لما تيسّرت الهداية والاستكمال بالنسبة إلى جميعهم ، مع أنّهم مستعدون لذلك ، وهو لا يساعد عنايته الاولى وإطلاق رحيميته ونقض لغرضه ، وهو لا يصدر منه تعالى.

فإذا ثبت ذلك في النبيّ لزم أن يكون الإمام أيضا أفضل الناس في صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل ، ومن تدبير وعقل وحكمة

۲۸۱۱