الترتيب ، كلّهم ينفقون عليها ويظلون يتعاملون على أساسها وكأنها قضيّة يعيشونها بأنفسهم ويرونها بأعينهم دون أن يبدر منهم أيّ شيء يثير الشكّ ، ودون أن يكون بين الأربعة علاقة خاصّة متميّزة تتيح لهم نحوا من التواطؤ ، ويكسبون من خلال ما يتّصف به سلوكهم من واقعية ثقة الجميع ، وإيمانهم بواقعية القضيّة ، التي يدّعون أنّهم يحسّونها ويعيشون معها ـ إلى أن قال ـ : وهكذا نعرف أنّ ظاهرة الغيبة الصغرى ، يمكن أن تعتبر بمثابة تجربة علمية لإثبات ما لها من واقع موضوعي ، والتسليم بالإمام القائد بولادته وحياته وغيبته وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي استتر بموجبها عن المسرح ، ولم يكشف نفسه لأحد» (١).
هذا مضافا إلى إخبار الإمام العسكري ـ عليهالسلام ـ بولادته لأصحابه ورؤية جمع منهم إياه ، قبل وفاة أبيه كأحمد بن اسحاق وغيره ، وظهور المعجزة على يده ، وقد ذكر الطبرسيّ ـ قدسسره ـ جمعا كثيرا ممّن رآه في حال غيبته ، ووقف على معجزاته من الوكلاء وغيرهم ، وقال : «وأمّا غيبته الصغرى منها فهي التي كانت فيها سفراؤه موجودين وأبوابه معروفين لا تختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن عليّ فيهم ، فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمّد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمّان وابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن اسحاق وأبو محمّد الوجناني وإبراهيم بن مهزيار ومحمّد بن إبراهيم في جماعة اخرى ربّما يأتي ذكرهم عند الحاجة إليهم في الرواية عنهم ، وكانت مدة هذه الغيبة اربعا وسبعين سنة ، وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري بابا لأبيه وجدّه من قبل ، وثقة لهما ، ثم تولى الباقية من قبله ، وظهرت المعجزات على يده الخ» (٢).
__________________
(١) بحث حول المهدي : ص ٧١ ـ ٧٢.
(٢) أعلام الورى : ص ٤١٦ ـ ٤٢٥.