دليلٌ آخر على بساطة المشتق
ثمّ إنّه يمكن أن يستدلّ على البساطة بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل: « زيد الكاتب »، ولزومِه من التركّب وأخْذِ الشيء - مصداقاً أو مفهوماً - في مفهومه (١).
معنى بساطة المشتق
إرشاد:
لا يخفى: أنّ معنى البساطة - بحسب المفهوم - وحدتُهُ إدراكاً وتصوّراً، بحيث لا يتصوّر عند تصوّره إلّا شيءٌ واحدٌ، لا شيئان، وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين، كانحلال مفهوم الحجر والشجر (٢) إلى شيءٍ له الحجريّة أو الشجريّة، مع وضوح بساطة مفهومهما.
وبالجملة: لا تنثلم - بالانحلال إلى الاثنينيّة بالتعمّل العقليّ - وحدةُ المعنى وبساطةُ المفهوم، كما لا يخفى.
وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان (٣) بين المحدود والحدّ مع ما هما عليه من الاتّحاد ذاتاً، فالعقل بالتعمّل يحلّل النوع ويفصّله إلى جنسٍ وفصلٍ، بعدَ ما كان أمراً واحداً إدراكاً، وشيئاً فارداً تصوّراً، فالتحليل يوجب فَتْقَ ما هو عليه من الجمع والرتق.
٢ - الفرق بين المشتقّ و مبدئه
الثاني: الفرق بين المشتقّ ومبدئه مفهوماً: أنّه بمفهومه لا يأبى عن الحمل
__________________
(١) استدلّ بهذا الدليل المحقّق الدواني في حاشيته القديمة على شرح التجريد للقوشجي: ٨٥، كما واستدلّ به المحقّق السبزواري أيضاً لإثبات البساطة في تعليقته على الأسفار ٢: ٤٢.
(٢) في غير « ش »: الشجر والحجر.
(٣) أثبتناها من « ش » ومنتهى الدراية. وفي الأصل وسائر الطبعات: الفارقين.