ضبطه لها ولأجله وفق لتدوين تقريرات درس أستاذه في حقلي الفقه والأصول مما يربوا على أربعين مجلدا وقد تم طباعة ١٦ مجلدا منها والتي تمثل تقريرات أستاذه في الفقه تحت عنوان ( مستند العروة الوثقى ) وبقيت الاجزاء الأخرى خطيه ، فأصبحت هذه المجلدات محورا تدور حولها رحى كثير من بحوث الفقه في الحوزات العلمية وينتفع بها الفضلاء والأساتذة وقد شهد الكثير من الأكبر لا سيما أستاذه بان ما كتبه حسن التعبير واف كاف خال من التطويل الممل والاختصار المخل وكان يظهر منه الولع الشديد في فهم المطالب العلمية إذا لم يكتف بما يطرح في مجلس البحث بل كان يحاور أستاذه ويناقشه ويستمر النقاش أحيانا لمدة طويله كما أشاره إلى ذلك في بداية كتاب الخمس حيث قال : ( وقد حوت هذه المجموعة زيادة على ما أفاده دام ظله في مجلس الدرس ، ما استفدته منه بعد المذاكرة معه خارج الدرس ). وقد نوه به أستاذه في عدة مواضع وارشاد به كمفخرة من مفاخر الحوزة العلمية في النجف الأشرف وذلك في الوقت الذي كان يحتشد فيه درس هذا الأستاذ المتبحر بفضلاء الحوزة وعلمائها الذين قد وصل عددهم إلى المئات وبعد أن قضى السنوات الطويلة في هذا الجو العلمي ونال فيه درجة الاجتهاد قرر أن يكتفي بهذا المقدار من حضور درس أستاذه ، غير أنه كان يواجه الرفض وعدم الرضا من قبل أستاذه في كل مدة يصم فيها على ترك الحضور وهذا يكشف عن وثاقة العلاقة والصلة العلمية بينهما ويبرز في نفس الوقت احترامه وخضوعه التام لرغبة أستاذه. ومن الخصائص البارزة لشهيدنا الكبير حين إلقاء دروسه إن كان يجمع بين دقة ومتانة المعنى وسهولة العبارة في وقت واحد إذ كان يتحاشى استخدام العبارات الصعبة المعقدة وبهذا يجعل المطالب العلمية الدقيقة سهلة التناول لتلامذته. كان درسه الخارج في الفقه

۱۵۱