الباب السابع
السيرة
المقصود من «السيرة» ـ كما هو واضح ـ استمرار عادة الناس وتبانيهم العمليّ على فعل شيء ، أو تركه.
والمقصود بالناس إمّا جميع العقلاء والعرف العامّ من كلّ ملّة ونحلة ، فيعمّ المسلمين وغيرهم ؛ وتسمّى السيرة حينئذ «السيرة العقلائيّة». والتعبير الشائع عند الأصوليّين المتأخّرين تسميتها ب : «بناء العقلاء». وإمّا جميع المسلمين بما هم مسلمون ، أو خصوص أهل نحلة خاصّة منهم ، كالإماميّة ـ مثلا ـ ؛ وتسمّى السيرة حينئذ «سيرة المتشرّعة» ، أو «السيرة الشرعيّة» ، أو «السيرة الإسلاميّة».
وينبغي التنبيه على حجّيّة كلّ من هذين القسمين ؛ لاستكشاف الحكم الشرعيّ فيما جرت عليه السيرة ، وعلى مدى دلالة السيرة ، فنقول :
١. حجّيّة بناء العقلاء
لقد تكلّمنا أكثر من مرّة ـ فيما سبق من هذا الجزء ـ عن «بناء العقلاء» ، واستدللنا به على حجّيّة خبر الواحد (١) ، وحجّيّة الظواهر (٢). وقد أشبعنا الموضوع بحثا في مسألة «حجّيّة قول اللغويّ». (٣)
__________________
(١) راجع الصفحة : ٤٤٦ ـ ٤٥٠.
(٢) راجع الصفحة : ٤٩٤ ـ ٤٩٥.
(٣) راجع الصفحة : ٤٩٠.