التثنية عنده إنّما يكون لمعنيين أو لفردين بقيد الوحدة. والفرق بينها (١) وبين المفرد إنّما يكون في أنّه موضوع للطبيعة، وهي موضوعة لفردين منها أو معنيين، كما هو أوضح من أن يخفى.
وهمٌ ودفعٌ:
المقصود من بطون القرآن
لعلّك تتوهّم: أنّ الأخبار الدالّة على أنّ للقرآن بطوناً - سبعة (٢) أو سبعين (٣) - تدلّ على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد، فضلاً عن جوازه.
ولكنّك غفلت عن أنّه لا دلالة لها أصلاً على أنّ إرادتها كان (٤) من باب إرادة المعنى من اللفظ، فلعلّه كان (٥) بإرادتها في أنفسها حال الاستعمال في المعنى، لا من اللفظ كما إذا استعمل فيها، أو كان المراد من البطون: لوازم معناه المستعمل فيه اللفظ، وإن كان أفهامنا قاصرةً عن إدراكها.
الثالث عشر
[ في المشتقّ ]
تحرير محلّ النزاع
إنّه اختلفوا في أنّ المشتقّ حقيقةٌ في خصوص ما تلبّس بالمبدأ في الحال، أو في ما يعمّه وما انقضى (٦) عنه على أقوال، بعد الاتّفاق على كونه مجازاً في ما يتلبّس به في الاستقبال.
__________________
(١) في « ر »: بينهما.
(٢) عوالي اللآلي ٤: ١٠٧.
(٣) لم نعثر على خبر بهذا المضمون رغم وفرة الإشارة إليه في كتب التفسير والأُصول.
(٤) كذا في الأصل والمطبوع، وفي هامش « ش »: كانت ظ.
(٥) كذا، وفي هامش « ش »: فلعلّها كانت ظ.
(٦) في « ق »: « في ما يعمّه ومن قضى » كما وأثبتتها « ش » كذلك في الهامش عن نسخة من الكتاب.