درس اصول الفقه (۱) مباحث الفاظ وملازمات عقلیه

جلسه ۱۵۱: ملازمات عقلیه ۱۰

 
۱

خطبه

۲

واقعیت حسن و قبح به معنای اول

حسن و قبح، سه معنا دارند:

۱. حسن به معنای کمال و قبح به معنای نقص، حسن و قبح به این معنا، امر واقعی است، یعنی وجودش، متوقف بر وجود مدرک نیست (و لذا با قطع نظر از وجود مدرِک، وجود دارد) و به اختلاف درک‌ها، مختلف نمی‌شود. یعنی نیاز به انسان مدرک نیست تا این حسن و قبح پیدا کند، مثلا علم در واقع کمال است چه کسی در دنیا باشد و چه نباشد یا نادانی نقص است چه کسی در دنیا باشد و درک کند یا نباشد.

۳

واقعیت حسن و قبح به معنای دو

۲. حسن به معنای سازگاری با طبع و روان و قبح به معنای عدم سازگاری با طبع و روان. حسن و قبح به این معنا، امر واقعی نیست و وجودش متوقف بر مدرِک است (و لذا اگر مدرِکی نباشد، این حسن و قبح وجود ندارد) و اگر انسانی در دنیا نباشد، سازگاری با طبع و روان و عدم سازگاری، معنا ندارد. پس انسان با فهم باید حضور باشد و حسن و قبح به معنای دوم، اختلاف طبع و روان افراد، اختلاف پیدا می‌کند. سیگار کشیدن با طبع یک فرد سازگار است و با طبع یک فرد ناسازگار است.

نکته ۱: حسن اشیاء به معنای دوم، دو صورت دارد و هکذا قبح اشیاء:

الف: احتیاج به یک درک عمومی دارد که این در وجود همگان است و لذا همگان این شیء را حسن یا قبیح می‌دانند. مثلا یک منظره بسیار قشنگ نیاز به یک طبع و درک عمومی دارد و همه این را درک می‌کنند.

ب: احتیاج به یک درک ویژه‌ای دارد که در وجود همگان نیست و لذا برخی این را حسن یا قبیح نمی‌دانند و برخی می‌دانند. مثلا کسی که درک و فهمی پیدا می‌کند که خاک می‌خورد و با طبعش سازگار است.

نکته ۲: حسن و قبح به معنای دوم مثل رنگها هستند، مثلا وقتی نور بدون نور نیست، در حسن و قبح به این معنا هم اگر مدرک نباشد، حسن و قبحی نیست.

۴

تطبیق واقعیت حسن و قبح به معنای اول

٢. واقعيّة الحسن والقبح في معانيهما (حسن و قبح) ورأى الأشاعرة

إنّ الحسن بالمعنى الأوّل ـ أي الكمال ـ ، وكذا مقابله (حسن) ـ أي القبح (به معنای نقص) ـ أمر واقعيّ خارجيّ لا يختلف باختلاف الأنظار (درکها) والأذواق، ولا يتوقّف على وجود من يدركه (حسن و قبح را) ويعقله (حسن و قبح را)، بخلاف الحسن [والقبح] بالمعنيين الأخيرين.

وهذا (این دو خط) ما يحتاج إلى التوضيح والتفصيل، فنقول:

۵

تطبیق واقعیت حسن و قبح به معنای دوم

١. أمّا الحسن بمعنى الملاءمة، وكذا ما يقابله (حسن به معنای ملائمه)، فليس له (حسن و قبح) في نفسه (حسن و قبح با قطع نظر از مدرک) إزاء في الخارج يحاذيه (حسن و قبح از آن ازاء) ويحكي (حسن و قبح) عنه (ما بازاء)، وإن كان منشؤه (حسن و قبح) قد يكون أمرا خارجيّا، كاللون والرائحة والطعم وتناسق (متناسب) الأجزاء ونحو ذلك.

 

وليس كمالا للنفس ، وإن كان هو كمالا للصوت بما هو صوت ، فيدخل في المعنى الأوّل للحسن من هذه الجهة ؛ ومثله التدخين أو ما تعتاده النفس من المسكرات والمخدّرات ، فإنّ هذه حسنة بمعنى الملاءمة فقط ، وليس كمالا للنفس ولا ممّا ينبغي فعلها عند العقلاء بما هم عقلاء.

٢. واقعيّة الحسن والقبح في معانيهما ورأى الأشاعرة

إنّ الحسن بالمعنى الأوّل ـ أي الكمال ـ ، وكذا مقابله ـ أي القبح ـ أمر واقعيّ خارجيّ لا يختلف باختلاف الأنظار والأذواق ، ولا يتوقّف على وجود من يدركه ويعقله ، بخلاف الحسن [والقبح] بالمعنيين الأخيرين.

وهذا ما يحتاج إلى التوضيح والتفصيل ، فنقول :

١. أمّا الحسن بمعنى الملاءمة ، وكذا ما يقابله ، فليس له في نفسه إزاء في الخارج يحاذيه ويحكي عنه ، وإن كان منشؤه قد يكون أمرا خارجيّا ، كاللون والرائحة والطعم وتناسق الأجزاء ونحو ذلك.

بل حسن الشيء يتوقّف على وجود الذوق العامّ أو الخاصّ ، فإنّ الإنسان هو الذي يتذوّق المنظور أو المسموع أو المذوق بسبب ما عنده من ذوق يجعل هذا الشيء ملائما لنفسه فيكون حسنا عنده ، أو غير ملائم فيكون قبيحا عنده. فإذا اختلفت الأذواق في الشيء كان حسنا عند قوم ، قبيحا عند آخرين. وإذا اتّفقوا في ذوق عامّ ، كان ذلك الشيء حسنا عندهم جميعا ، أو قبيحا كذلك.

والحاصل : أنّ الحسن ـ بمعنى الملائم ـ ليس صفة واقعيّة للأشياء كالكمال ، وليس واقعيّة هذه الصفة إلاّ إدراك الإنسان وذوقه ، فلو لم يوجد إنسان يتذوّق ولا من يشبهه في ذوقه لم يكن للأشياء في حدّ أنفسها حسن بمعنى الملاءمة.

وهذا مثل ما يعتقده الرأي الحديث (١) في الألوان ، إذ يقال : إنّها لا واقع لها ، بل هي تحصل من انعكاسات أطياف الضوء على الأجسام ، ففي الظلام حيث لا ضوء ليست هناك ألوان

__________________

(١) أي النظرية الجديدة.

موجودة بالفعل ، بل الموجود حقيقة أجسام فيها صفات حقيقيّة هي منشأ لانعكاس الأطياف عند وقوع الضوء عليها ، وليس كلّ واحد من الألوان إلاّ طيفا أو أطيافا فأكثر تركّبت.

وهكذا نقول في حسن الأشياء وجمالها بمعنى الملاءمة ، والشيء الواقعيّ فيها ما هو منشأ الملاءمة في الأشياء ، كالطعم والرائحة ونحوهما ، الذي هو كالصفة في الجسم ، إذ تكون منشأ لانعكاس أطياف الضوء. كما أنّ نفسي اللذّة والألم أيضا أمران واقعيّان ، ولكن ليسا هما الحسن والقبح اللذين هما من صفات الأشياء ، واللذّة والألم من صفات النفس المدركة للحسن والقبح.

٢. وأمّا الحسن بمعني ما ينبغي أن يفعل عند العقل ، فكذلك ليس له واقعيّة إلاّ إدراك العقلاء ، أو فقل : «تطابق آراء العقلاء». والكلام فيه كالكلام في الحسن بمعنى الملاءمة. وسيأتي تفصيل معنى تطابق العقلاء على المدح والذمّ أو إدراك العقل للحسن والقبح (١).

وعلى هذا ، فإن كان غرض الأشاعرة من إنكار الحسن والقبح إنكار واقعيّتهما بهذا المعنى من الواقعيّة فهو صحيح ، ولكن هذا بعيد من أقوالهم ؛ لأنّه لمّا كانوا يقولون بحسن الأفعال وقبحها بعد حكم الشارع فإنّه يعلم منه أنّه ليس غرضهم ذلك ؛ لأنّ حكم الشارع لا يجعل لهما واقعيّة وخارجيّة ؛ كيف؟ وقد رتّبوا على ذلك بأنّ وجوب المعرفة والطاعة ليس بعقليّ بل شرعيّ. وإن كان غرضهم إنكار إدراك العقل ـ كما هو الظاهر من أقوالهم ـ فسيأتي تحقيق الحقّ فيه (٢) ، وأنّهم ليسوا على صواب في ذلك.

٣. العقل العمليّ والنظريّ

إنّ المراد من العقل ـ إذ يقولون : إنّ العقل يحكم بحسن الشيء أو قبحه بالمعنى الثالث من الحسن والقبح ـ هو «العقل العمليّ» في مقابل «العقل النظريّ».

وليس الاختلاف بين العقلين إلاّ بالاختلاف بين المدركات ، فإن كان المدرك ـ بالفتح ـ

__________________

(١) يأتي في الصفحة : ٢٣٤ و ٢٣٥.

(٢) يأتي في الصفحة : ٢٤٣ و ٢٤٤.