درس اصول الفقه (۱) مباحث الفاظ وملازمات عقلیه

جلسه ۱۵۲: ملازمات عقلیه ۱۱

 
۱

خطبه

۲

خلاصه مباحث گذشته

۲. حسن به معنای سازگاری با طبع و روان و قبح به معنای عدم سازگاری با طبع و روان. حسن و قبح

نکته ۱: حسن اشیاء به معنای دوم، دو صورت دارد و هکذا قبح اشیاء:

الف: احتیاج به یک درک عمومی دارد که این در وجود همگان است و لذا همگان این شیء را حسن یا قبیح می‌دانند. مثلا یک منظره بسیار قشنگ نیاز به یک طبع و درک عمومی دارد و همه این را درک می‌کنند.

ب: احتیاج به یک درک ویژه‌ای دارد که در وجود همگان نیست و لذا برخی این را حسن یا قبیح نمی‌دانند و برخی می‌دانند. مثلا کسی که درک و فهمی پیدا می‌کند که خاک می‌خورد و با طبعش سازگار است. مثلا سازگاری سیگار با طبع با روان نیاز به طبع خاصی دارد که معتاد باشد و الا طبع سازگاری با آن ندارد.

نکته ۲: حسن و قبح به معنای دوم مثل رنگها هستند، مثلا وقتی نور بدون نور نیست، در حسن و قبح به این معنا هم اگر مدرک نباشد، حسن و قبحی نیست.

۳

تطبیق واقعیت معنای دوم حسن و قبح

بل حسن (سازگاری با طبع و روان) الشيء يتوقّف على وجود الذوق العامّ أو الخاصّ، فإنّ الإنسان هو (انسان) الذي يتذوّق (درک می‌کند) المنظور (دیدنی‌ها را) أو المسموع أو المذوق (چشیدنی‌ها را) بسبب ما عنده من ذوق يجعل (ذوق) هذا الشيء (دیدنی و شنیدنی و چشیدنی) ملائما لنفسه (انسان) فيكون (شیء) حسنا عنده (انسان)، أو غير ملائم فيكون (شیء) قبيحا عنده (انسان). فإذا اختلفت الأذواق (درکها) في الشيء كان (شیء) حسنا عند قوم، قبيحا عند آخرين. وإذا اتّفقوا (مردم) في ذوق عامّ، كان ذلك (شیء) الشيء حسنا عندهم جميعا، أو قبيحا كذلك (عندهم جمیعا).

والحاصل: أنّ الحسن ـ بمعنى الملائم (سازگار بودن با طبع و روان) ـ ليس صفة واقعيّة للأشياء (مثال برای صفت واقعیه بودن برای اشیاء است) كالكمال، وليس واقعيّة هذه الصفة (حسن و قبح به معنای دوم) إلاّ إدراك الإنسان وذوقه (انسان)، فلو لم يوجد إنسان يتذوّق (درک کند) ولا من يشبهه (انسان را) في ذوقه (انسان) لم يكن للأشياء في حدّ أنفسها (اشیاء، با قطع نظر از درک انسان و ما یشبهه) حسنٌ بمعنى الملاءمة.

وهذا (حسن و قبح به معنای دوم) مثل ما يعتقده («ما» را) الرأي الحديث في الألوان، إذ يقال: إنّها لا واقع لها (الوان)، بل هي (الوان) تحصل من انعكاسات أطياف (شعاعهای) الضوء على الأجسام، ففي الظلام (تاریکی) حيث لا ضوء ليست هناك (در تاریکی) ألوان موجودة بالفعل، بل الموجود حقيقة أجسام فيها (اجسام) صفات حقيقيّة هي منشأ لانعكاس الأطياف عند وقوع الضوء عليها (اجسام)، وليس كلّ واحد من الألوان إلاّ طيفا (شعاع) أو أطيافا (شعاعها) فأكثر تركّبت.

وهكذا نقول في حسن الأشياء وجمالها (اشیاء) بمعنى الملاءمة، والشيء الواقعيّ فيها (اشیاء) ما هو منشأ الملاءمة في الأشياء، كالطعم والرائحة ونحوهما (طعم و بو)، (صفت در طعم و بو است:) الذي هو كالصفة في الجسم، إذ تكون منشأ لانعكاس أطياف الضوء. كما أنّ نفسي اللذّة والألم أيضا (مثل منشا) أمران واقعيّان (لیس بخیالیین)، ولكن ليسا (لذت و الم) هما الحسن والقبح اللذين هما من صفات الأشياء، واللذّة والألم من صفات النفس المدركة للحسن والقبح.

وليس كمالا للنفس ، وإن كان هو كمالا للصوت بما هو صوت ، فيدخل في المعنى الأوّل للحسن من هذه الجهة ؛ ومثله التدخين أو ما تعتاده النفس من المسكرات والمخدّرات ، فإنّ هذه حسنة بمعنى الملاءمة فقط ، وليس كمالا للنفس ولا ممّا ينبغي فعلها عند العقلاء بما هم عقلاء.

٢. واقعيّة الحسن والقبح في معانيهما ورأى الأشاعرة

إنّ الحسن بالمعنى الأوّل ـ أي الكمال ـ ، وكذا مقابله ـ أي القبح ـ أمر واقعيّ خارجيّ لا يختلف باختلاف الأنظار والأذواق ، ولا يتوقّف على وجود من يدركه ويعقله ، بخلاف الحسن [والقبح] بالمعنيين الأخيرين.

وهذا ما يحتاج إلى التوضيح والتفصيل ، فنقول :

١. أمّا الحسن بمعنى الملاءمة ، وكذا ما يقابله ، فليس له في نفسه إزاء في الخارج يحاذيه ويحكي عنه ، وإن كان منشؤه قد يكون أمرا خارجيّا ، كاللون والرائحة والطعم وتناسق الأجزاء ونحو ذلك.

بل حسن الشيء يتوقّف على وجود الذوق العامّ أو الخاصّ ، فإنّ الإنسان هو الذي يتذوّق المنظور أو المسموع أو المذوق بسبب ما عنده من ذوق يجعل هذا الشيء ملائما لنفسه فيكون حسنا عنده ، أو غير ملائم فيكون قبيحا عنده. فإذا اختلفت الأذواق في الشيء كان حسنا عند قوم ، قبيحا عند آخرين. وإذا اتّفقوا في ذوق عامّ ، كان ذلك الشيء حسنا عندهم جميعا ، أو قبيحا كذلك.

والحاصل : أنّ الحسن ـ بمعنى الملائم ـ ليس صفة واقعيّة للأشياء كالكمال ، وليس واقعيّة هذه الصفة إلاّ إدراك الإنسان وذوقه ، فلو لم يوجد إنسان يتذوّق ولا من يشبهه في ذوقه لم يكن للأشياء في حدّ أنفسها حسن بمعنى الملاءمة.

وهذا مثل ما يعتقده الرأي الحديث (١) في الألوان ، إذ يقال : إنّها لا واقع لها ، بل هي تحصل من انعكاسات أطياف الضوء على الأجسام ، ففي الظلام حيث لا ضوء ليست هناك ألوان

__________________

(١) أي النظرية الجديدة.

موجودة بالفعل ، بل الموجود حقيقة أجسام فيها صفات حقيقيّة هي منشأ لانعكاس الأطياف عند وقوع الضوء عليها ، وليس كلّ واحد من الألوان إلاّ طيفا أو أطيافا فأكثر تركّبت.

وهكذا نقول في حسن الأشياء وجمالها بمعنى الملاءمة ، والشيء الواقعيّ فيها ما هو منشأ الملاءمة في الأشياء ، كالطعم والرائحة ونحوهما ، الذي هو كالصفة في الجسم ، إذ تكون منشأ لانعكاس أطياف الضوء. كما أنّ نفسي اللذّة والألم أيضا أمران واقعيّان ، ولكن ليسا هما الحسن والقبح اللذين هما من صفات الأشياء ، واللذّة والألم من صفات النفس المدركة للحسن والقبح.

٢. وأمّا الحسن بمعني ما ينبغي أن يفعل عند العقل ، فكذلك ليس له واقعيّة إلاّ إدراك العقلاء ، أو فقل : «تطابق آراء العقلاء». والكلام فيه كالكلام في الحسن بمعنى الملاءمة. وسيأتي تفصيل معنى تطابق العقلاء على المدح والذمّ أو إدراك العقل للحسن والقبح (١).

وعلى هذا ، فإن كان غرض الأشاعرة من إنكار الحسن والقبح إنكار واقعيّتهما بهذا المعنى من الواقعيّة فهو صحيح ، ولكن هذا بعيد من أقوالهم ؛ لأنّه لمّا كانوا يقولون بحسن الأفعال وقبحها بعد حكم الشارع فإنّه يعلم منه أنّه ليس غرضهم ذلك ؛ لأنّ حكم الشارع لا يجعل لهما واقعيّة وخارجيّة ؛ كيف؟ وقد رتّبوا على ذلك بأنّ وجوب المعرفة والطاعة ليس بعقليّ بل شرعيّ. وإن كان غرضهم إنكار إدراك العقل ـ كما هو الظاهر من أقوالهم ـ فسيأتي تحقيق الحقّ فيه (٢) ، وأنّهم ليسوا على صواب في ذلك.

٣. العقل العمليّ والنظريّ

إنّ المراد من العقل ـ إذ يقولون : إنّ العقل يحكم بحسن الشيء أو قبحه بالمعنى الثالث من الحسن والقبح ـ هو «العقل العمليّ» في مقابل «العقل النظريّ».

وليس الاختلاف بين العقلين إلاّ بالاختلاف بين المدركات ، فإن كان المدرك ـ بالفتح ـ

__________________

(١) يأتي في الصفحة : ٢٣٤ و ٢٣٥.

(٢) يأتي في الصفحة : ٢٤٣ و ٢٤٤.