درس فرائد الاصول - قطع و ظن

جلسه ۱۱۴: خبر واحد ۳۵

جواد مروی
استاد
جواد مروی
 
۱

خطبه

۲

ادامه قرائن

بحث در ذكر قرائنى بود كه اين قرائن دلالت مى‌كردند بر اينكه علماء شيعه به خبر واحد اگر ثقه باشد عمل مى‌كردند و خبر واحد ثقه را حجّة مى‌دانند. به تعدادى از اين قرائن ديروز اشاره كرديم.

قرينه سوم: مرحوم محقق در كتاب معتبر فرموده: بعضى از علماء اهل سنّت از طائفه حشويّه مى‌گويند تمام خبرهاى واحد حجّة است. مرحوم محقق به آنها اشكال كرده و فرموده است: اين كلام حشويّه مستلزم تناقض است زيرا در خبرهاى واحد سلسله رواياتى داريم كه مضمون اين روايات اين است كه بعضى از خبرهاى واحد دروغ است. اگر ما تمام اخبار آحاد را حجّة بدانيم معنايش اين است كه به يك سرى اخبار دروغ و خلاف واقع عمل نموده‌ايم.

در ادامه محقق فرموده: بعضى ديگر از علماء ما به خبر سليم السند و صحيح السند عمل مى‌كنيم، اين عقيده هم غلط است زيرا ما در بين روايات و رواة داريم كه صحيح و سليم نيستند، لكن چون ثقه هستند علماء شيعه به خبر اين رواة عمل نموده‌اند.

اين كلام مرحوم محقق هم دليلى است بر اينكه علماء شيعه به خبر ثقه عمل مى‌نمودند.

قرينه چهارم: كلام مرحوم شهيد اول در ذكرى و كلام مرحوم علامه مجلسى كه فرموده‌اند: تمام اصحاب ائمه به خبر ظني عمل مى‌نمايند.

قرينه پنجم: مرحوم شيخ بهائى مى‌فرمايد: دانشمندان گذشته به خبر صحيح عمل مى‌نمودند و خبر صحيح در اصطلاح علماء گذشته، خبر ثقه بود. صحيح در نزد قدماء يعنى خبرى كه موجب وثوق و اطمينان مى‌شود. معلوم مى‌شود علماء به خبر ثقه عمل مى‌نمودند.

مرحوم شيخ انصارى در پايان بعد از اينكه به يك سرى قرائن ديگر به طور اجمال اشاره مى‌كند ـ مثلا مى‌فرمايد: به كتب رجال مراجع كنيد مى‌بينيد علماء مى‌گويند روايت فلان راوى مورد قبول است يعنى ثقه است، يا اينكه راوى ديگر به سخنش اعتماد نيست يعنى ثقه نيست ـ به دو نكته اشاره مى‌كنند:

نكته اول: ما در بحث حجية خبر واحد آنقدر نقل قول و قرائن قطعى بر اجماع داريم كه براى انسان يقين حاصل مى‌شود كه علماء بر حجيّة خبر واحد اجماع دارند، و اگر كسى بر اين اجماع خدشه و اشكال وارد كند در هيچ مسأله‌اى از مسائل شريعت به جز ضروريات نمى‌تواند مسأله اجماع را ثابت كند.

نكته دوم: مرحوم شيخ انصارى به توجيه سومى براى كلام سيد مرتضى و شيخ طوسى مى‌كنند. يك كلامى از مرحوم فاضل قزوينى نقل مى‌كنند كه خلاصه كلام اين است: مراد سيد كه مى‌فرمايد خبر واحد حجّة نيست يعنى خبر شاذّ نادرى كه اصحاب به آن عمل نكردند و مراد شيخ كه مى‌فرمايند خبر واحد حجّة است يعنى خبر واحدى كه ثقه باشد و شاذ نباشد و شرائط حجيّة را دارا باشد.

۳

تطبیق ادامه قرائن

ومنها: ما ذكره المحقّق في المعتبر في مسألة خبر الواحد، حيث قال:

أفرط الحشويّة في العمل بخبر الواحد حتّى انقادوا لكلّ خبر، وما فطنوا لما تحته (کلام) من التناقض؛ فإنّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله: «ستكثر بعدي القالة (اقاویل و دروغ) عليّ»، وقول الصادق عليه‌السلام: «إنّ لكلّ رجل منّا رجلا يكذب عليه».

واقتصر بعضهم من هذا الإفراط، فقال: كلّ سليم السند يعمل به. وما علم أنّ الكاذب قد يصدق، ولم يتنبّه (بعضهم) على أنّ ذلك (مسئله) طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب؛ إذ ما من مصنّف إلاّ وهو يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل.

وافرط آخرون في طريق ردّ الخبر حتّى أحالوا استعماله (خبرواحد) عقلا. واقتصر آخرون، فلم يروا العقل مانعا، لكنّ الشرع لم يأذن في العمل به (خبر وحد).

وكلّ هذه الأقوال منحرفة عن السنن، والتوسّط أقرب، فما قبله الأصحاب أو دلّت القرائن على صحّته (خبر) عمل به، وما أعرض عنه الأصحاب أو شذّ يجب اطّراحه، انتهى.

وهو (کلام محقق) ـ كما ترى ـ ينادي: بأنّ علماء الشيعة قد يعملون بخبر المجروح كما يعملون بخبر العدل، وليس المراد عملهم بخبر المجروح والعدل إذا أفاد العلم بصدقه (خبر)؛ لأنّ كلامه في الخبر الغير العلميّ، وهو الذي أحال قوم استعماله عقلا ومنعه آخرون شرعا.

ومنها: ما ذكره الشهيد في الذكرى والمفيد الثاني ولد شيخنا الطوسي: من أنّ الأصحاب قد عملوا بشرائع الشيخ أبي الحسن عليّ ابن بابويه عند إعواز (نبود) النصوص؛ تنزيلا لفتاواه (صدوق) منزلة رواياته. ولو لا عمل الأصحاب برواياته الغير العلميّة لم يكن وجه في العمل بتلك الفتاوى عند عدم رواياته.

ومنها: ما ذكره المجلسي في البحار ـ في تأويل بعض الأخبار التي تقدّم ذكرها في دليل السيّد وأتباعه ممّا دلّ على المنع من العمل بالخبر الغير المعلوم الصدور ـ : من أنّ عمل أصحاب الأئمّة عليهم‌السلام بالخبر الغير العلميّ متواتر بالمعنى.

ولا يخفى: أنّ شهادة مثل هذا المحدّث الخبير الغوّاص في بحار أنوار أخبار الأئمّة الأطهار بعمل أصحاب الأئمّة عليهم‌السلام بالخبر الغير العلميّ. ودعواه (مجلسی) حصول القطع له بذلك من جهة التواتر، لا يقصر عن دعوى الشيخ والعلاّمة الإجماع على العمل بأخبار الآحاد، وسيأتي أنّ المحدّث الحرّ العامليّ في الفصول المهمّة ادّعى أيضا تواتر الأخبار بذلك.

ومنها: ما ذكره شيخنا البهائيّ في مشرق الشمسين: من أنّ الصحيح عند القدماء ما كان محفوفا بما يوجب ركون النفس إليه (خبر). وذكر فيما يوجب الوثوق امورا لا تفيد إلاّ الظنّ.

ومعلوم أنّ الصحيح عندهم هو المعمول به (صحیح)، وليس مثل الصحيح عند المتأخّرين في أنّه قد لا يعمل به لإعراض الأصحاب عنه (صحیح) أو لخلل آخر؛ فالمراد أنّ المقبول عندهم ما تركن إليه (خبر) النفس وتثق به.

هذا ما حضرني من كلمات الأصحاب، الظاهرة في دعوى الاتّفاق على العمل بخبر الواحد الغير العلميّ في الجملة، المؤيّدة لما ادّعاه الشيخ والعلاّمة.

وإذا ضممت إلى ذلك (قرائن) كلّه ذهاب معظم الأصحاب بل كلّهم ـ عدا السيّد وأتباعه ـ من زمان الصدوق إلى زماننا هذا، إلى حجّيّة الخبر الغير العلميّ، حتّى أنّ الصدوق تابع في التصحيح والردّ لشيخه ابن الوليد، وأنّ ما صحّحه (ابن ولد، خبر را) فهو صحيح وأنّ ما ردّه فهو مردود ـ كما صرّح به في صلاة الغدير، وفي الخبر الذي رواه في العيون عن كتاب الرحمة ـ ، ثمّ ضممت إلى ذلك (قرائن) ظهور عبارة أهل الرجال في تراجم كثير من الرواة في كون العمل بالخبر الغير العلميّ مسلّما عندهم (علماء شیعه)، مثل قولهم: فلان لا يعتمد على ما ينفرد به، وفلان مسكون (سکوت شده) في روايته، وفلان صحيح الحديث، والطعن في بعض بأنّه يعتمد الضعفاء والمراسيل، و غير ذلك، وضممت إلى ذلك (قرائن) ما يظهر من بعض أسئلة الروايات السابقة: من أنّ العمل بالخبر الغير العلميّ كان مفروغا عنه عند الرواة، تعلم علما يقينيّا صدق ما ادّعاه الشيخ من إجماع الطائفة.

والإنصاف: أنّه لم يحصل في مسألة يدّعى فيها (مساله) الإجماع من الإجماعات المنقولة والشهرة العظيمة (

«وحكى السيّد المحدّث الجزائري عمّن يثق به: أنّه قد زار السيّد صاحب المدارك المشهد الغروي، فزاره العلماء وزارهم إلاّ المولى عبد الله التستري، فقيل للسيّد في ذلك، فاعتذر بأنّه لا يرى العمل بأخبار الآحاد فهو (تسری) مبدع، ونقل في ذلك رواية مضمونها: أنّ من زار مبدعا فقد خرّب الدين.

وهذه حكاية عجيبة لا بدّ من توجيهها، كما لا يخفى على من اطّلع على طريقة المولى المشار إليه ومسلكه في الفقه، (توجیه: ایشان اوایل علمی خود عمل نمی‌کردند و بعد از رسیدن به بلوغ علمی، عمل می‌کردند) فراجع) والأمارات الكثيرة الدالّة على العمل، ما حصل في هذه المسألة، فالشاكّ في تحقّق الإجماع في هذه المسألة لا أراه (شاک) يحصل له الإجماع في مسألة من المسائل الفقهيّة، اللهمّ إلاّ في ضروريّات المذهب.

لكنّ الإنصاف: أنّ المتيقّن من هذا كلّه الخبر المفيد للاطمئنان، لا مطلق الظنّ. ولعلّه (حجیت مفید اطمینان) مراد السيّد من العلم كما أشرنا إليه آنفا. بل ظاهر كلام بعض احتمال أن يكون مراد السيّد قدس‌سره من خبر الواحد غير مراد الشيخ قدس‌سره. 

قال الفاضل القزويني في لسان الخواصّ ـ على ما حكي عنه ـ : إنّ هذه الكلمة أعني خبر الواحد ـ على ما يستفاد من تتبّع كلماتهم ـ تستعمل في ثلاثة معان:

أحدها: الشاذّ النادر الذي لم يعمل به (شاذ نادر) أحد، أو ندر من يعمل به، ويقابله ما عمل به كثيرون.

الثاني: ما يقابل المأخوذ من الثّقات المحفوظ في الاصول المعمولة عند جميع خواصّ الطائفة، فيشمل الأوّل ومقابله.

الثالث: ما يقابل المتواتر القطعيّ الصدور، وهذا (اصطلاح سوم) يشمل الأوّلين وما يقابلهما.

ثمّ ذكر ما حاصله: أنّ ما نقل إجماع الشيعة على إنكاره (خبر واحد) هو الأوّل، وما انفرد السيّد قدس‌سره بردّه هو الثاني (خبر واحد ضعیف)، وأمّا الثالث، فلم يتحقّق من أحد نفيه (ثالث) على الإطلاق، انتهى.

وهو كلام حسن. وأحسن منه ما قدمناه: من أنّ مراد السيّد من العلم ما يشمل الظنّ الاطمئنانيّ، كما يشهد به التفسير المحكيّ عنه للعلم، بأنّه: ما اقتضى سكون النفس، والله العالم.

كلامي السيّد والشيخ قدس‌سرهما (١).

٤ - ما ذكره المحقّق قدس‌سره

ومنها : ما ذكره المحقّق في المعتبر في مسألة خبر الواحد ، حيث قال :

أفرط الحشويّة في العمل بخبر الواحد حتّى انقادوا لكلّ خبر ، وما فطنوا لما تحته من التناقض ؛ فإنّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ستكثر بعدي القالة عليّ» ، وقول الصادق عليه‌السلام : «إنّ لكلّ رجل منّا رجلا يكذب عليه» (٢).

واقتصر بعضهم من هذا الإفراط ، فقال : كلّ سليم السند يعمل به. وما علم أنّ الكاذب قد يصدق ، ولم يتنبّه على أنّ ذلك طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب ؛ إذ ما من مصنّف إلاّ وهو يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل.

وافرط آخرون في طريق ردّ الخبر حتّى أحالوا استعماله عقلا. واقتصر آخرون ، فلم يروا العقل مانعا ، لكنّ الشرع لم يأذن في العمل به.

وكلّ هذه الأقوال منحرفة عن السنن ، والتوسّط أقرب ، فما قبله الأصحاب أو دلّت القرائن على صحّته عمل به ، وما أعرض عنه الأصحاب أو شذّ يجب اطّراحه (٣) ، انتهى.

وهو ـ كما ترى ـ ينادي : بأنّ علماء الشيعة قد يعملون بخبر

__________________

(١) راجع الصفحة ٣٣١.

(٢) تقدّم الحديثان في الصفحة ٣٠٨.

(٣) المعتبر ١ : ٢٩.

المجروح كما يعملون بخبر العدل ، وليس المراد عملهم بخبر المجروح والعدل إذا أفاد العلم بصدقه ؛ لأنّ كلامه في الخبر الغير العلميّ ، وهو الذي أحال قوم استعماله عقلا ومنعه آخرون شرعا.

٥ - ما ذكره الشهيد والمفيد الثاني

ومنها : ما ذكره الشهيد في الذكرى (١) والمفيد الثاني ولد شيخنا الطوسي (٢) : من أنّ الأصحاب قد عملوا بشرائع الشيخ أبي الحسن عليّ ابن بابويه عند إعواز النصوص ؛ تنزيلا لفتاواه منزلة رواياته. ولو لا عمل الأصحاب برواياته الغير العلميّة لم يكن وجه في العمل بتلك الفتاوى عند عدم رواياته.

٦ - ما ذكر المحدّث المجلسي

ومنها : ما ذكره المجلسي في البحار ـ في تأويل بعض الأخبار التي تقدّم ذكرها في دليل السيّد وأتباعه ممّا دلّ على المنع من العمل بالخبر الغير المعلوم الصدور ـ : من أنّ عمل أصحاب الأئمّة عليهم‌السلام بالخبر الغير العلميّ متواتر بالمعنى (٣).

ولا يخفى : أنّ شهادة مثل هذا المحدّث الخبير الغوّاص في بحار أنوار أخبار الأئمّة الأطهار بعمل أصحاب الأئمّة عليهم‌السلام بالخبر الغير العلميّ. ودعواه حصول القطع له بذلك من جهة التواتر ، لا يقصر عن دعوى الشيخ والعلاّمة الإجماع على العمل بأخبار الآحاد ، وسيأتي أنّ المحدّث الحرّ العامليّ في الفصول المهمّة ادّعى أيضا تواتر الأخبار بذلك (٤).

__________________

(١) الذكرى ١ : ٥١.

(٢) كتبه قدس‌سره غير مطبوعة ، ولم نعثر على مخطوطها.

(٣) البحار ٢ : ٢٤٥ ، ذيل الحديث ٥٥.

(٤) لم نعثر عليه في ما سيأتي ، نعم تقدّم ذلك عن الوسائل ، راجع الصفحة ٣٠٩.

ومنها : ما ذكره شيخنا البهائيّ في مشرق الشمسين : من أنّ الصحيح عند القدماء ما كان محفوفا بما يوجب ركون النفس إليه. وذكر فيما يوجب الوثوق امورا لا تفيد إلاّ الظنّ (١).

ومعلوم أنّ الصحيح عندهم هو المعمول به ، وليس مثل الصحيح عند المتأخّرين في أنّه قد لا يعمل به لإعراض الأصحاب عنه أو لخلل آخر ؛ فالمراد أنّ المقبول عندهم ما تركن إليه النفس وتثق به.

هذا ما حضرني من كلمات الأصحاب ، الظاهرة في دعوى الاتّفاق على العمل بخبر الواحد الغير العلميّ في الجملة ، المؤيّدة لما ادّعاه الشيخ والعلاّمة.

ذهاب معظم الأصحاب إلى حجيّة الخبر الواحد

وإذا ضممت إلى ذلك كلّه ذهاب معظم الأصحاب بل كلّهم ـ عدا السيّد وأتباعه ـ من زمان الصدوق إلى زماننا هذا ، إلى حجّيّة الخبر الغير العلميّ ، حتّى أنّ الصدوق تابع في التصحيح والردّ لشيخه ابن الوليد ، وأنّ ما صحّحه فهو صحيح وأنّ ما ردّه فهو مردود ـ كما صرّح به في صلاة الغدير (٢) ، وفي الخبر الذي رواه في العيون عن كتاب الرحمة (٣) ـ ، ثمّ ضممت إلى ذلك ظهور عبارة أهل الرجال في تراجم كثير من الرواة في كون العمل بالخبر الغير العلميّ مسلّما عندهم ، مثل قولهم : فلان لا يعتمد على ما ينفرد به ، وفلان مسكون في روايته ، وفلان صحيح الحديث ، والطعن في بعض بأنّه يعتمد الضعفاء والمراسيل ،

__________________

(١) مشرق الشمسين (رسائل الشيخ البهائي) : ٢٦٩.

(٢) الفقيه ٢ : ٩٠ ، ذيل الحديث ١٨١٧.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٠ ـ ٢٣ ، الحديث ٤٥.

و (١) غير ذلك ، وضممت إلى ذلك ما يظهر من بعض أسئلة الروايات السابقة : من أنّ العمل بالخبر الغير العلميّ كان مفروغا عنه عند الرواة ، تعلم علما يقينيّا (٢) صدق ما ادّعاه الشيخ من إجماع الطائفة (٣).

والإنصاف : أنّه لم يحصل في مسألة يدّعى فيها الإجماع من الإجماعات المنقولة والشهرة العظيمة (٤) والأمارات الكثيرة الدالّة على العمل ، ما حصل في هذه المسألة ، فالشاكّ في تحقّق الإجماع في هذه المسألة لا أراه يحصل له الإجماع في مسألة من المسائل الفقهيّة ، اللهمّ إلاّ في ضروريّات المذهب.

القدر المتيقّن هو الخبر المفيد للاطمئنان

لكنّ الإنصاف : أنّ المتيقّن من هذا كلّه الخبر المفيد للاطمئنان ، لا مطلق الظنّ. ولعلّه مراد السيّد من العلم كما أشرنا إليه آنفا (٥). بل ظاهر كلام بعض احتمال أن يكون مراد السيّد قدس‌سره من خبر الواحد غير مراد الشيخ قدس‌سره.

__________________

(١) في (ر) و (ص) بدل «و» : «إلى».

(٢) في غير (ص) ، (ظ) و (م) : «يقينا».

(٣) وردت هنا في (ر) زيادة ، وهي : «وحكى السيّد المحدّث الجزائري عمّن يثق به : أنّه قد زار السيّد صاحب المدارك المشهد الغروي ، فزاره العلماء وزارهم إلاّ المولى عبد الله التستري ، فقيل للسيّد في ذلك ، فاعتذر بأنّه لا يرى العمل بأخبار الآحاد فهو مبدع ، ونقل في ذلك رواية مضمونها : أنّ من زار مبدعا فقد خرّب الدين.

وهذه حكاية عجيبة لا بدّ من توجيهها ، كما لا يخفى على من اطّلع على طريقة المولى المشار إليه ومسلكه في الفقه ، فراجع».

(٤) في (ت) و (ر) بدل «العظيمة» : «القطعيّة».

(٥) راجع الصفحة ٣٣١.

قال الفاضل القزويني في لسان الخواصّ ـ على ما حكي عنه ـ : إنّ هذه الكلمة أعني خبر الواحد ـ على ما يستفاد من تتبّع كلماتهم ـ تستعمل في ثلاثة معان :

كلام الفاضل القزويني في تفسير «الخبر الواحد»

أحدها : الشاذّ النادر الذي لم يعمل به أحد ، أو ندر من يعمل به ، ويقابله ما عمل به كثيرون.

الثاني : ما يقابل المأخوذ من الثّقات المحفوظ في الاصول المعمولة عند جميع خواصّ الطائفة ، فيشمل الأوّل ومقابله.

الثالث : ما يقابل المتواتر القطعيّ الصدور ، وهذا يشمل الأوّلين وما يقابلهما.

ثمّ ذكر ما حاصله : أنّ ما نقل إجماع الشيعة على إنكاره هو الأوّل ، وما انفرد السيّد قدس‌سره بردّه هو الثاني ، وأمّا الثالث ، فلم يتحقّق من أحد نفيه على الإطلاق (١) ، انتهى.

وهو كلام حسن. وأحسن منه ما قدمناه (٢) : من أنّ مراد السيّد من العلم ما يشمل الظنّ الاطمئنانيّ ، كما يشهد به التفسير المحكيّ عنه للعلم ، بأنّه : ما اقتضى سكون النفس (٣) ، والله العالم.

٢ - الإجماع حتّى من السيّد وأتباعه على العمل بخبر الواحد

الثاني من وجوه تقرير الإجماع :

أن يدّعى الإجماع حتّى من السيّد وأتباعه على وجوب العمل

__________________

(١) لسان الخواصّ (مخطوط) : ٤٢.

(٢) راجع الصفحة ٣٣١.

(٣) الذريعة ١ : ٢٠.