درس فرائد الاصول - قطع و ظن

جلسه ۱۱۲: خبر واحد ۳۳

جواد مروی
استاد
جواد مروی
 
۱

خطبه

۲

جمع بین اجماع سید و شیخ در خبر واحد

بحث در توجيه نمودن نقل اجماع از سوى سيد مرتضى و شيخ طوسى بود، عرض شد كه شيخ انصارى فعلا دو توجيه براى جمع بين اين دو اجماع و نفى تنافى بيان مى‌فرمايد.

خلاصه توجيه اول: سيد مرتضى و شيخ طوسى فقط عمل اصحاب را مشاهده كرده‌اند و هر كدامشان از اين عمل يك برداشت مخصوص را مطرح كرده‌اند. بعد از ذكر اين توجيه سؤالى نيز مطرح شد و آن اين بود كه سيد مرتضى فقط عمل اصحاب را مشاهده نكرده بلكه ايشان ادّعا مى‌كند كه قول اصحاب را نيز ديده استو مى‌فرمايد: علماى شيعه تصريح به انكار حجيّة خبر واحد كرده‌اند. بعد به اين سؤال جواب هم دادند.

مرحوم شيخ انصارى مى‌فرمايند: نتيجه سخن چنين مى‌شود كه ما قبول مى‌كنيم كه سيد مرتضى به قول و گفته اصحاب رسيده است، شيخ طوسى نيز فقط عمل اصحاب را ديده است يعنى شيخ طوسى ديده كه اصحاب به يك عده اخبار عمل كرده‌اند لذا برداشت كرده كه اصحاب به خبر واحد ثقه عمل مى‌كنند ولى سيد مرتضى خود قول اصحاب را ديده است كه آنها تصريح مى‌كنند به خبر واحد نمى‌توان اعتماد كرد. حالا ما مى‌خواهيم بين اين دو نظريه جمع كنيم.

براى جمع بين اين دو نظريه دو راه وجود دارد:

راه اول: ما عمل اصحاب را توجيه مى‌كنيم يعنى بگوييم اصحاب به خبر واحد محفوف به قرينه قطعيه عمل مى‌كردند و غير از آن حجّة نيست، اگر ما اين توجيه را بياوريم موافق سيد مرتضى مى‌شويم.

راه دوم: و از طرف ديگر ممكن است ما قول و گفتار اصحاب را توجيه كنيم و بگوييم اصحاب كه مى‌گفتند به خبر واحد عمل نمى‌كنيم يعنى به خبر واحد مخالفين ـ اهل سنة ـ عمل نمى‌كنيم و الا خبر واحد شيعه را مى‌پذيريم، اگر اين قول را توجيه كنيم ما با شيخ طوسى هماهنگ مى‌شويم.

حالا چكار بايد كرد و كدام يك از اين دو توجيه را بايد قبول كرد؟

در ابتدا شيخ انصارى مى‌فرمايند: بهتر اين است كه ما عمل اصحاب را توجيه كنيم يعنى موافق با مرحوم سيد مرتضى مى‌شويم، زيرا قول و گفتار اصحاب صريح و قابل توجيه نيست، آنها به طور مطلق مى‌گويند ما به خبر واحد عمل نمى‌كنيم، و اين قول را نمى‌توان توجيه كرد تا با شيخ طوسى همراه شويم ولى عمل اصحاب قابل توجيه است زيرا عمل في نفسه مجمل است. وقتى اصحاب به روايات عمل مى‌كنند نگفتند ما به اين روايات عمل كرديم چون خبر ثقه است، ما در اينجا مى‌توانيم ادعا كنيم كه عمل اصحاب به خاطر وجود قرينه قطعيه بوده است. بنابراين تا اينجا با سيد مرتضى هماهنگ شديم.

در پايان مرحوم شيخ انصارى لكنّ الإنصاف مى‌آورند:

مرحوم شيخ انصارى مى‌فرمايند: لكن انصاف اين است كه اين توجيه باطل است زيرا ما بعدا خواهيم گفت كه قرائن فراوانى وجود دارد كه اصحاب به خبر واحد ثقه عمل مى‌كردند نه به خبر واحد قطعى.

نتيجه اينكه ما بايد آن قول و گفتار اصحاب را توجيه كنيم. يا بگوييم نظر اصحاب كه گفته‌اند به خبر واحد عمل نمى‌كنند يعنى به خبر مخالفين ـ اهل سنة ـ عمل نمى‌كنند و يا اينكه بگوييم اين چند نفرى كه فرموده‌اند ما به خبر واحد اعتماد نمى‌كنيم اينها معلوم النسب هستند با اينكه اين حرف را زده‌اند ولى چون نسبشان معلوم است قولشان به اجماع ضرر نمى‌زند.

در پايان اين توجيه معلوم شد كه كلام شيخ طوسى قوى است و موافق با قرائن مى‌باشد.

۳

تطبیق جمع بین اجماع سید و شیخ در خبر واحد

والحاصل: أنّ الإجماع الذي ادّعاه السيّد قدس‌سره قوليّ، وما ادّعاه الشيخ قدس‌سره إجماع عمليّ، والجمع بينهما (دو ادعا) يمكن بحمل عملهم على ما احتفّ بالقرينة عندهم، وبحمل قولهم على ما ذكرنا من الاحتمال في دفع الروايات الواردة فيما لا يرضونه من المطالب، والحمل الثاني (که هماهنگ با قول شیخ است) مخالف لظاهر القول، والحمل الأوّل (که هماهنگ با قول سید است) ليس مخالفا لظاهر العمل؛ لأنّ العمل مجمل من أجل الجهة التي وقع عليها (جهت).

إلاّ أنّ الإنصاف: أنّ القرائن تشهد بفساد الحمل الأوّل كما سيأتي، فلا بدّ من حمل قول من حكى عنهم السيّد المنع، إمّا على ما ذكرنا: من إرادة دفع أخبار المخالفين التي لا يمكنهم (علماء را) ردّها (اخبار) بفسق الراوي، وإمّا على ما ذكره الشيخ: من كونهم جماعة معلومي النسب لا يقدح مخالفتهم بالإجماع.

۴

جمع دیگر و کلام بزرگان دیگر در اجماع بر حجیت خبر واحد

توجيه دوم براى نقل اجماع سيد مرتضى و شيخ طوسى: مرحوم شيخ انصارى مى‌فرمايند: شايد اين توجيه بهترين توجيه براى برطرف كردن تنافى بين كلام سيد مرتضى و شيخ طوسى باشد.

سيد مرتضى مى‌فرمود خبر واحد علمى حجّة است به اجماع علماء، شيخ طوسى مى‌فرمود خبر واحد ثقه حجّة است و اينكه اخبار مجرّد از قرائن قطعيه هستند و اگر ثقه باشد حجة است. مراد از اين علم كه سيد مرتضى مى‌فرمايد « خبر واحد علمى حجّة است »، يعنى قطع جازم نيست بلكه مراد از علم همان وثوق و اطمينان مى‌باشد، چنانچه كه سيد مرتضى قطع و علم را به همين شكل تفسير نمودند و فرمودند: « العلم ما اقتضى سكون النفس » يعنى علم چيزى است كه باعث اطمينان خاطر مى‌شود، بنابراين سيد مرتضى مى‌فرمايد خبر واحد علمى يعنى خبر واحد مفيد اطمينان حجة است به اجماع همه علماء، شيخ طوسى هم فرمودند خبر واحد ثقه يعنى خبر واحد مفيد اطمينان حجة است به اجماع علماء. پس هيچگونه تنافى بين نقل اجماع از سوى شيخ طوسى و سيد مرتضى وجود ندارد.

در پايان شيخ انصارى مى‌فرمايند: شيخ طوسى كه فرمود: روايات و اخبار ما مجرّد از قرينه است مرادشان قرينه ۱۰۰% و قطعى است كه اخبار شيعه به طور معمول قرينه قطعى ندارند، سيد مرتضى هم كه فرمودند خبرهاى ما مع القرينه است يعنى خبرهاى ما در كنارشان قرينه اطمينانى دارند. و باز هيچگونه تنافى بين اين دو كلام وجود ندارد.

نتيجه مى‌گيريم علماى شيعه به خبر واحد به صورت تعبّد و بدون حصول اطمينان عمل نمى‌كنند، بلكه وقتى به خبر واحد عمل مى‌كنند كه از قرائنى وثاقت و اطمينان پيدا كنند.

مرحوم انصارى به جز ادعاى شيخ طوسى بر بودن اجماع جهت حجية خبر واحد، سه ادعاى اجماع از سيد بن طاووس و علامه حلى و علامه مجلسى نيز بيان مى‌كنند.

۵

تطبیق جمع دیگر و کلام بزرگان دیگر در اجماع بر حجیت خبر واحد

ويمكن الجمع بينهما بوجه آخر، وهو: أنّ مراد السيّد قدس‌سره من العلم الذي ادّعاه في صدق الأخبار هو مجرّد الاطمئنان؛ فإنّ المحكيّ عنه قدس‌سره في تعريف العلم: أنّه ما اقتضى سكون النفس، وهو الذي ادّعى بعض الأخباريّين: أنّ مرادنا بالعلم بصدور الأخبار هو هذا المعنى، لا اليقين الذي لا يقبل الاحتمال رأسا.

فمراد الشيخ من تجرّد هذه الأخبار عن القرائن: تجرّدها (اخبار) عن القرائن الأربع التي ذكرها أوّلا، وهي موافقة الكتاب أو السنّة أو الإجماع أو دليل العقل، ومراد السيّد من القرائن التي ادّعى في عبارته المتقدّمة احتفاف أكثر الأخبار بها: هي الامور الموجبة للوثوق بالراوي أو بالرواية، بمعنى سكون النفس بهما (راوی و روایت) وركونها (نفس) إليهما، وحينئذ فيحمل إنكار الإماميّة للعمل بخبر الواحد على إنكارهم للعمل به تعبّدا، أو لمجرّد حصول رجحان بصدقه على ما يقوله المخالفون.

والإنصاف: أنّه لم يتّضح من كلام الشيخ دعوى الإجماع على أزيد من الخبر الموجب لسكون النفس ولو بمجرّد وثاقة الراوي وكونه (راوی) سديدا في نقله لم يطعن في روايته.

ولعلّ هذا الوجه أحسن وجوه الجمع بين كلامي الشيخ والسيّد قدس‌سرهما، خصوصا مع ملاحظة تصريح السيّدقدس‌سره في كلامه بأنّ أكثر الأخبار متواترة أو محفوفة، وتصريح الشيخ قدس‌سره في كلامه المتقدّم بإنكار ذلك (اکثر اخبار متواتره یا محفوفه بودن).

وممّن نقل الإجماع على حجّيّة أخبار الآحاد: السيّد الجليل رضيّ الدين بن طاوس، حيث قال في جملة كلام له يطعن فيه على السيّد قدس‌سره:

ولا يكاد تعجّبي ينقضي كيف اشتبه عليه (سید) أنّ الشيعة تعمل (لا تعمل) بأخبار الآحاد في الامور الشرعيّة؟ ومن اطّلع على التواريخ والأخبار وشاهد عمل ذوي الاعتبار، وجد المسلمين والمرتضى وعلماء الشيعة الماضين عاملين بأخبار الآحاد بغير شبهة عند العارفين، كما ذكر محمّد ابن الحسن الطوسي في كتاب العدّة، وغيره من المشغولين بتصفّح أخبار الشيعة وغيرهم من المصنّفين، انتهى.

وفيه (کلام) دلالة على: أنّ غير الشيخ من العلماء أيضا ادّعى الإجماع على عمل الشيعة بأخبار الآحاد.

وممّن نقل الإجماع أيضا: العلاّمة رحمه‌الله في النهاية حيث قال: إنّ الأخباريّين منهم لو يعوّلوا في اصول الدين وفروعه إلاّ على أخبار الآحاد، والاصوليّين منهم ـ كأبي جعفر الطوسيّ وغيره ـ وافقوا على قبول خبر الواحد، ولم ينكره (علم به خبر واحد را) سوى المرتضى وأتباعه؛ لشبهة حصلت لهم، انتهى.

وممّن ادّعاه أيضا: المحدّث المجلسيّ قدس‌سره في بعض رسائله، حيث ادّعى تواتر الأخبار وعمل الشيعة في جميع الأعصار على العمل بخبر الواحد.

ثمّ إنّ مراد العلاّمة قدس‌سره من الأخباريّين، يمكن أن يكون مثل الصدوق وشيخه (که ابن ولید باشد) قدس‌سرهما؛ حيث أثبتا السهو للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام؛ لبعض أخبار الآحاد، وزعما (شیخ صدوق و استادش) أنّ نفيه (سهو النبی) عنهم عليهم‌السلام أوّل درجة في الغلوّ، ويكون ما تقدّم في كلام الشيخ من المقلّدة الذين إذا سألوا عن التوحيد وصفات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام عليه‌السلام قالوا: روينا كذا، ورووا في ذلك الأخبار. وقد نسب الشيخ قدس‌سره ـ في هذا المقام من العدّة ـ العمل بأخبار الآحاد في اصول الدين إلى بعض غفلة أصحاب الحديث.

الآحاد لا يعقل صرفه إلى روايات مخالفيهم ؛ لأنّ اشتراط العدالة عندهم وانتفاءها في غيرهم كاف في الإضراب عنها ، فلا وجه للمبالغة في نفي العمل بخبر يروونه (١) ، انتهى.

وفيه : أنّه يمكن أن يكون إظهار هذا المذهب والتجنّن به في مقام لا يمكنهم التصريح بفسق الراوي ، فاحتالوا في ذلك بأنّا لا نعمل إلاّ بما حصل لنا القطع بصدقه بالتواتر أو (٢) بالقرائن ، ولا دليل عندنا على العمل بالخبر الظنّي وإن كان راويه غير مطعون ، وفي عبارة الشيخ ـ المتقدّمة (٣) ـ إشارة إلى ذلك ؛ حيث خصّ إنكار الشيوخ للعمل بالخبر المجرّد بصورة المناظرة مع خصومهم.

الجمع بين دعوى السيّد والشيخ قدس‌سرهما

والحاصل : أنّ الإجماع الذي ادّعاه السيّد قدس‌سره قوليّ ، وما ادّعاه الشيخ قدس‌سره إجماع عمليّ ، والجمع بينهما يمكن بحمل عملهم على ما احتفّ بالقرينة عندهم ، وبحمل قولهم على ما ذكرنا من الاحتمال في دفع الروايات الواردة فيما لا يرضونه من المطالب ، والحمل الثاني مخالف لظاهر القول ، والحمل الأوّل ليس مخالفا لظاهر العمل ؛ لأنّ العمل مجمل من أجل (٤) الجهة التي وقع عليها.

عدم صحّة هذا الجمع

إلاّ أنّ الإنصاف : أنّ القرائن تشهد بفساد الحمل الأوّل كما سيأتي (٥) ،

__________________

(١) حكى المولى صالح المازندراني هذه الحاشية في حاشيته على المعالم ، انظر هامش المعالم (الطبعة الحجريّة) : ١٩٩.

(٢) في (ت) ، (ل) و (ه) : «و».

(٣) في الصفحة ٢١٣.

(٤) لم ترد «أجل» في (ل).

(٥) انظر الصفحة ٣٣١ ـ ٣٣٢.

فلا بدّ من حمل قول من حكى عنهم السيّد المنع ، إمّا على ما ذكرنا : من إرادة دفع أخبار المخالفين التي لا يمكنهم ردّها بفسق الراوي ، وإمّا على ما ذكره الشيخ : من كونهم جماعة معلومي النسب لا يقدح مخالفتهم بالإجماع.

الجمع بوجه آخر

ويمكن الجمع بينهما بوجه آخر (١) ، وهو : أنّ مراد السيّد قدس‌سره من العلم الذي ادّعاه في صدق الأخبار هو مجرّد الاطمئنان ؛ فإنّ المحكيّ عنه قدس‌سره في تعريف العلم : أنّه ما اقتضى سكون النفس (٢) ، وهو الذي ادّعى بعض الأخباريّين (٣) : أنّ مرادنا بالعلم بصدور الأخبار هو هذا المعنى ، لا اليقين الذي لا يقبل الاحتمال رأسا.

فمراد الشيخ من تجرّد هذه الأخبار عن القرائن : تجرّدها عن القرائن الأربع التي ذكرها أوّلا ، وهي موافقة الكتاب أو السنّة أو الإجماع أو دليل العقل ، ومراد السيّد من القرائن التي ادّعى في عبارته المتقدّمة (٤) احتفاف أكثر الأخبار بها : هي الامور (٥) الموجبة للوثوق بالراوي أو بالرواية ، بمعنى سكون النفس بهما وركونها إليهما ، وحينئذ فيحمل إنكار الإماميّة للعمل بخبر الواحد على إنكارهم للعمل به تعبّدا ، أو (٦) لمجرّد حصول رجحان بصدقه على ما يقوله المخالفون.

__________________

(١) في (ر) و (ص) ونسخة بدل (ت) بدل «آخر» : «أحسن».

(٢) الذريعة ١ : ٢٠.

(٣) وهو المحدّث البحراني في الدرر النجفيّة : ٦٣.

(٤) في الصفحة ٣٢٣.

(٥) في (ت) ، (ص) و (ه) زيادة : «الخارجيّة» ، وفي (ظ) زيادة : «الخارجة».

(٦) في (م) : «و».

والإنصاف : أنّه لم يتّضح من كلام الشيخ دعوى الإجماع على أزيد من الخبر الموجب لسكون النفس ولو بمجرّد وثاقة الراوي وكونه سديدا في نقله لم يطعن في روايته.

هذا الوجه أحسن الوجوه

ولعلّ هذا الوجه أحسن وجوه الجمع بين كلامي (١) الشيخ والسيّد قدس‌سرهما ، خصوصا مع ملاحظة تصريح السيّد قدس‌سره في كلامه بأنّ أكثر الأخبار متواترة أو محفوفة (٢) ، وتصريح الشيخ قدس‌سره في كلامه المتقدّم (٣) بإنكار ذلك.

وممّن نقل الإجماع على حجّيّة أخبار الآحاد : السيّد الجليل رضيّ الدين بن طاوس ، حيث قال في جملة كلام له يطعن فيه على السيّد قدس‌سره :

دعوى ابن طاووس الإجماع على حجيّة الخبر الواحد

ولا يكاد تعجّبي ينقضي كيف اشتبه عليه أنّ الشيعة تعمل (٤) بأخبار الآحاد في الامور الشرعيّة؟ ومن اطّلع على التواريخ والأخبار وشاهد عمل ذوي الاعتبار ، وجد المسلمين والمرتضى (٥) وعلماء الشيعة الماضين (٦) عاملين بأخبار الآحاد بغير شبهة عند العارفين ، كما ذكر محمّد ابن الحسن الطوسي في كتاب العدّة ، وغيره من المشغولين بتصفّح أخبار

__________________

(١) في (ل) : «كلام».

(٢) في (ت) و (ه) زيادة : «بالقرائن».

(٣) في الصفحة ٣١٨.

(٤) في (ر) و (ص) : «لا تعمل».

(٥) شطب على «والمرتضى» في (ت).

(٦) في (ر) : «والماضين».

الشيعة وغيرهم من المصنّفين (١) ، انتهى.

وفيه دلالة على : أنّ غير الشيخ من العلماء أيضا ادّعى الإجماع على عمل الشيعة بأخبار الآحاد.

دعوى العلاّمة الإجماع أيضاً

وممّن نقل الإجماع أيضا : العلاّمة رحمه‌الله في النهاية حيث قال : إنّ الأخباريّين منهم لو يعوّلوا في اصول الدين وفروعه إلاّ على أخبار الآحاد ، والاصوليّين منهم ـ كأبي جعفر الطوسيّ وغيره ـ وافقوا (٢) على قبول خبر الواحد ، ولم ينكره سوى المرتضى وأتباعه ؛ لشبهة حصلت لهم (٣) ، انتهى.

دعوى المحدّث المجلسي الإجماع كذلك

وممّن ادّعاه أيضا : المحدّث المجلسيّ قدس‌سره في بعض رسائله ، حيث ادّعى تواتر الأخبار وعمل الشيعة في جميع الأعصار على العمل بخبر الواحد (٤).

ثمّ إنّ مراد العلاّمة قدس‌سره من الأخباريّين ، يمكن أن يكون مثل الصدوق (٥) وشيخه قدس‌سرهما (٦) ؛ حيث أثبتا السهو للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام ؛ لبعض أخبار الآحاد ، وزعما أنّ نفيه عنهم عليهم‌السلام أوّل درجة في الغلوّ ،

__________________

(١) لم نعثر عليه ، ولا على من حكاه.

(٢) كذا في (ت) و (ه) والمصدر ، نعم «وغيره» من المصدر فقط ، وفي غيرها بدل «وغيره ـ إلى ـ الواحد» : «عمل بها».

(٣) نهاية الوصول (مخطوط) : ٢٩٦.

(٤) انظر البحار ٢ : ٢٤٥ ، ذيل الحديث ٥٥.

(٥) انظر الفقيه ١ : ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، ذيل الحديث ١٠٣١.

(٦) وهو محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، انظر نفس المصدر.

ويكون ما تقدّم في كلام الشيخ (١) من المقلّدة الذين إذا سألوا عن التوحيد وصفات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام عليه‌السلام قالوا : روينا كذا ، ورووا في ذلك الأخبار. وقد نسب الشيخ قدس‌سره ـ في هذا المقام من العدّة ـ العمل بأخبار الآحاد في اصول الدين إلى بعض غفلة أصحاب الحديث.

ثمّ إنّه يمكن أن يكون الشبهة التي ادّعى العلاّمة قدس‌سره حصولها للسيّد وأتباعه ، هو : زعم الأخبار التي عمل بها الأصحاب ودوّنوها في كتبهم محفوفة عندهم بالقرائن ، أو أنّ من قال من شيوخهم بعدم حجّيّة أخبار الآحاد أراد بها مطلق الأخبار ، حتّى الأخبار الواردة من طرق أصحابنا مع وثاقة الراوي ، أو أنّ مخالفته لأصحابنا في هذه المسألة لأجل شبهة حصلت له ، فخالف المتّفق عليه بين الأصحاب.

ثمّ إنّ دعوى الإجماع (٢) على العمل بأخبار الآحاد ، وإن لم نطّلع (٣) عليها صريحة في كلام غير الشيخ وابن طاوس والعلاّمة والمجلسي قدّست أسرارهم ، إلاّ أنّ هذه الدعوى منهم مقرونة بقرائن تدلّ على صحّتها وصدقها ، فخرج عن الإجماع المنقول بخبر الواحد المجرّد عن القرينة ، ويدخل في المحفوف بالقرينة ؛ وبهذا الاعتبار يتمسّك به (٤) على حجّيّة الأخبار.

اعتراف السيّد بعمل الطائفة بأخبار الآحاد :

بل السيّد قدس‌سره قد اعترف في بعض كلامه المحكيّ ـ كما يظهر منه ـ

__________________

(١) راجع الصفحة ٣١٧.

(٢) في غير (ر) زيادة : «صريحا».

(٣) في (ظ) ، (ل) و (م) : «لم يطّلع».

(٤) كذا في (ت) ، وفي (ر) ، (ص) ، (ظ) ، (م) و (ه) : «بها».