ومثل ما في كتاب الغيبة بسنده الصحيح إلى عبد الله الكوفيّ ـ خادم الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ـ حيث سأله أصحابه عن كتب الشلمغانيّ، فقال الشيخ: أقول فيها (کتب شلمغانی) ما قاله العسكريّ عليهالسلام في كتب بني فضّال، حيث قالوا له (امام حسن): «ما نصنع بكتبهم وبيوتنا منها (کتب) ملاء؟ قال: خذوا ما رووا وذروا ما رأوا (اعتقاد به آن دارند)».
فإنّه (حدیث) دلّ بمورده على جواز الأخذ بكتب بني فضّال، وبعدم الفصل على كتب غيرهم من الثقات ورواياتهم؛ ولهذا أنّ الشيخ الجليل المذكور الذي لا يظنّ به القول في الدين بغير السماع من الإمام عليهالسلام قال: أقول في كتب الشلمغانيّ ما قاله العسكريّ عليهالسلام في كتب بني فضّال، مع أنّ هذا الكلام بظاهره قياس باطل.
ومثل ما ورد مستفيضا في المحاسن وغيره: «حديث واحد في حلال وحرام تأخذه (حدیث را) من صادق خير لك من الدّنيا وما فيها من ذهب وفضّة». وفي بعضها: «يأخذ صادق عن صادق».
ومثل ما في الوسائل، عن الكشّيّ، من أنّه ورد توقيع على القاسم بن العلاء، وفيه (توقیع): «إنّه لا عذر لأحد من موالينا في التّشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا؛ قد علموا أنّا نفاوضهم (ثقاتنا) سرّنا ونحمله إليهم».
ومثل مرفوعة الكنانيّ، عن الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، قال: «هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء، وليس عندهم ما يتحمّلون به («ما») إلينا فيسمعون حديثنا ويُفَتّشون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا ويسمعوا حديثنا فينقلوا إليهم، فيعيه (میگیرند، احادیث را) اولئك (باقیماندهها) ويضيّعه (احادیث را) هؤلاء، فاولئك الذين يجعل الله لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون».
دلّ على جواز العمل بالخبر وإن نقله (خبر را) من يضيّعه ولا يعمل به (خبر).
ومنها: الأخبار الكثيرة التي يظهر من مجموعها (اخبار) جواز العمل بخبر الواحد وإن كان في دلالة كلّ واحد على ذلك (احادیث) نظر.
مثل النبويّ المستفيض بل المتواتر: «إنّه من حفظ على امّتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما يوم القيامة».
قال شيخنا البهائيّ قدسسره في أوّل أربعينه: إنّ دلالة هذا الخبر على حجّيّة خبر الواحد لا يقصر عن دلالة آية النفر. (همان اشکالات آیات نفر بر این روایت وارد است)
ومثل الأخبار الكثيرة الواردة في الترغيب في الرواية والحثّ عليها (روایت)، وإبلاغ ما في كتب الشيعة، مثل ما ورد في شأن الكتب التي دفنوها (کتب را) لشدّة التقيّة، فقال عليهالسلام: «حدّثوا بها (کتب) فإنّها (کتب) حقّ».
ومثل ما ورد في مذاكرة الحديث والأمر بكتابته (حدیث)، مثل قوله [عليهالسلام] للراوي: «اكتب وبُثّ (گسترش بده) علمك في بني عمّك؛ فإنّه يأتي زمان هرج، لا يأنسون إلاّ بكتبهم».
وما ورد في ترخيص النقل بالمعنى.
وما ورد مستفيضا بل متواترا، من قولهم عليهمالسلام: «اعرفوا منازل الرجال منّا بقدر روايتهم عنّا».
وما ورد من قولهم عليهمالسلام: «لكلّ رجل منّا من يكذب عليه».
وقوله صلىاللهعليهوآله: «ستكثر بعدي القالة (اقاویل و اباطیل)، وإنّ من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار».
وقول أبي عبد الله عليهالسلام: «إنّا أهل بيت صدّيقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا».
وقوله عليهالسلام: «إنّ الناس اولعوا (با ولع و حرث) بالكذب علينا، كأنّ الله افترض عليهم ولا يريد منهم غيره».
وقوله عليهالسلام: «لكلّ منّا من يكذب عليه».
فإنّ بناء المسلمين لو كان على الاقتصار على المتواترات لم يكثر القالة والكذّابة، و (واو استیناف است) الاحتفاف بالقرينة القطعيّة في غاية القلّة.
إلى غير ذلك من الأخبار التي يستفاد من مجموعها: رضا الأئمّة عليهمالسلام بالعمل بالخبر وإن لم يفد القطع.