أيّام السنة (١) فإنّه من أقبح الفساد. وأوّل من وقع فيه الرافعيّ من الشافعيّة (٢) ثم قلّده فيه جماعة منّا (٣) ومنهم (٤) من غير تحقيقٍ للمحلّ ، وقد حرّرنا البحث في شرح الإرشاد (٥).
وإنّما لم يذكر المصنّف هنا حكم حدوثه بعد عدمه؛ لأنّه نادر ، فاقتصر على العلامة الغالبة ، ولو عبّر ب «ظهور الظل في جانب المشرق» ـ كما صنع في الرسالة الألفيّة (٦) ـ لشمل القسمين بعبارةٍ وجيزة.
﴿ وللعصر الفراغ منها ولو تقديراً ﴾ بتقدير أن لا يكون قد صلّاها ، فإنّ وقت العصر يدخل بمضيّ مقدار فعله الظهر بحسب حاله : من قصر وتمام ، وخفّة وبُطء ، وحصول الشرائط وفقدها ، بحيث لو اشتغل بها لأتمّها ، لا بمعنى جواز فعل العصر حينئذٍ مطلقاً ، بل تظهر الفائدة لو صلّاهاناسياً قبل الظهر ، فإنّها تقع صحيحة إن وقعت بعد دخول وقتها المذكور ، وكذا لو دخل قبل أن يُتمّها.
﴿ وتأخيرها ﴾ أي العصر ﴿ إلى مصير الظلّ ﴾ الحادث بعد الزوال ﴿ مثله ﴾ * أي مثل ذي الظلّ وهو المقياس ﴿ أفضل ﴾ من تقديمها على ذلك الوقت. كما أنّ
____________________
(١) الذكرى ٢ : ٣٢١ ، ونهاية الإحكام ١ : ٣٣٣.
(٢) العزيز في شرح الوجيز ١ : ٣٦٧.
(٣) مثل الماتن قدسسره في الدروس ١ : ١٣٨ ، والذكرى ٢ : ٣٢١ ، والفاضل المقداد في التنقيح ١ : ١٦٧ ـ ١٦٨ ، والمحقّق الثاني في جامع المقاصد ٢ : ١٢.
(٤) لم نقف عليهم فيما بأيدينا من كتبهم.
(٥) روض الجنان ٢ : ٤٨١.
(٦) الألفيّة : ٥١.
(*) كذا في نسخ الروضة ، لكن في نسختي المتن : مثليه.