درس اصول الفقه (۱) مباحث الفاظ وملازمات عقلیه

جلسه ۲۱۳: مقدمه واجب ۲۹

 
۱

خطبه

۲

نکته

مطالبی که از ابتدای مقدمه عبادیه گفته شد، بنا بر این است که:

اولا: مقدمه واجب، واجب باشد، در حالی که مقدمه واجب، واجب نیست کما سیاتی.

ثانیا: قوام عبادت به امر باشد، در حالی که قوام عبادت به امر نیست، بلکه هر عملی که برای مکلف احراز شود که این عمل نزد شارع رجحان دارد، اگر مکلف این عمل را به قصد رجحان انجام دهد، عبادت است، اعم از آنکه این عمل امر داشته باشد یا خیر.

با حفظ این نکته، اگر مکلف مقدمه را به قصد رسیدن به ذی المقدمه انجام دهد، این مکلف در حقیقت شروع به امتثال ذی المقدمه کرده است، بنابراین این مقدمه نزد شارع، رجحان دارد. بنابراین اگر مکلف به قصد این رجحان مقدمه را انجام دهد، این مقدمه عبادت است، اعم از اینکه این مقدمه امر داشته باشد یا نداشته باشد.

۳

تطبیق نکته

هذا (مطالب از اول مقدمه عبادیه) كلّه بناء على ثبوت الأمر الغيريّ (وجوب مقدمی) بالمقدّمة، وبناء على أنّ مناط عباديّة العبادة هو (مناط) قصد الأمر المتعلّق بها (عبادت).

وكلا المبنيين نحن لا نقول به.

أمّا الأوّل (مقدمه واجب، واجب باشد): فسيأتي في البحث الآتي الدليل على عدم وجوب مقدّمة الواجب، فلا أمر (وجوب) غيريّ أصلا.

وأمّا الثاني (قوام عبادت به امر باشد): فلأنّ الحقّ أنّه يكفي في عباديّة الفعل ارتباطه (فعل) بالمولى، و (عطف بر ارتباطه است) الإتيان به (فعل) متقرّبا إليه (تعالى). غاية الأمر (مطلب) أنّ العبادات قد ثبت أنّها (عبادات) توقيفيّة، فما لم يثبت رضا المولى بالفعل، و (عطف بر رضا است) حسن الانقياد (اطاعت محض مولا کردن با این عمل)، و (عطف بر رضا است) قصد وجه (ذات) الله بالفعل لا يصحّ الإتيان بالفعل عبادة (به عنوان عبادت)، بل يكون (اتیان به عمل مادامی که رضایت مولا به عمل ثابت نشود) تشريعا محرّما. ولا يتوقّف ذلك (اثبات رضایت مولا) على تعلّق أمر المولى بنفس الفعل على أن يكون أمرا فعليّا من المولى، ولذا (بخاطر توقف) قيل: «يكفي في عباديّة العبادة حسنها (عبادت) الذاتيّ (با قطع نظر از امر) ومحبوبيّتها (عبادت) الذّاتيّة للمولى حتّى لو كان هناك (در عمل) مانع من توجّه الأمر الفعليّ بها ».

وإذا ثبت ذلك (کفایت ارتباط عمل به مولا)، فنقول في تصحيح عباديّة الطهارات: إنّ فعل المقدّمة بنفسه (فعل مقدمه) يُعدّ شروعا في امتثال ذي المقدّمة ـ الذي هو (ذی المقدمه) حسب الفرض في المقام عبادة في نفسه مأمور بها (مقدمه) ـ فيكون الإتيان بالمقدّمة بنفسه يعدّ امتثالا للأمر النفسيّ بذي المقدّمة العباديّ. ويكفي في عباديّة الفعل ـ كما قلنا ـ ارتباطه (عمل) بالمولى والإتيان به متقرّبا إليه (تعالى) مع عدم ما يمنع من التعبّد (عمل را به عنوان عبادت انجام دادن) به (عمل). ولا شكّ في أنّ قصد الشروع بامتثال الأمر النفسيّ (به ذی المقدمه) بفعل مقدّماته (امر نفسی) قاصدا بها (مقدمات) التوصّل إلى الواجب النفسيّ العباديّ يعدّ (فعل مقدماته) طاعة وانقيادا للمولى.

وبهذا (پاراگراف قبل) تصحّح عباديّة المقدّمة، وإن لم نقل بوجوبها الغيريّ، ولا حاجة إلى فرض طاعة الأمر الغيريّ.

ومن هنا (کفایت ربط دادن عمل به مولا برای عبادیت عمل) يصحّ أن تقع كلّ مقدّمة عبادة، ويستحقّ عليها الثواب بهذا الاعتبار (ربط دادن مقدمه به مولا)، وإن لم تكن في نفسها (مقدمه) معتبرا فيها (مقدمه) أن تقع (مقدمه) على وجه العبادة، كتطهير الثوب ـ مثلا ـ مقدّمة للصلاة، أو كالمشي حافيا مقدّمة للحجّ أو الزيارة، غاية الأمر أنّ الفرق بين المقدّمات العباديّة وغيرها (مقدمات عبادیه) أنّ غير العباديّة لا يلزم فيها أن تقع على وجه قربيّ، بخلاف المقدّمات المشروط فيها (مقدمات) أن تقع عبادة، كالطهارات الثلاث.

الغيريّ نفسه أمرا عباديّا ، غاية الأمر أنّ عباديّته لم تجئ من أجل نفس كونه أمرا غيريّا ، بل من أجل كونه امتدادا لتلك المطلوبيّة النفسيّة وذلك الرجحان الذاتيّ الذي حصل من ناحية الأمر الاستحبابيّ النفسيّ السابق (١).

وعليه ، فينقلب الأمر الغيريّ عباديّا ، ولكنّه عباديّ بالعرض لا بالذات حتّى يقال : «إنّ الأمر الغيريّ توصّليّ لا يصلح للعباديّة».

من هنا لا يصحّ الإتيان بالطهارة بقصد الاستحباب بعد دخول الوقت للواجب المشروط بها ؛ لأنّ الاستحباب بحدّه قد اندكّ في الأمر الغيريّ ، فلم يعد موجودا حتّى يصحّ قصده.

نعم ، يبقى أن يقال : إنّ الأمر الغيريّ إنّما يدعو إلى الطهارة الواقعة على وجه العبادة ؛ لأنّه حسب الفرض متعلّقه هو الطهارة بصفة العبادة ، لا ذات الطهارة ، والأمر لا يدعو إلاّ إلى ما تعلّق به ، فكيف صحّ أن يؤتى بذات العبادة بداعي امتثال أمرها الغيريّ ، ولا أمر غيريّ بذات العبادة؟!

ولكن ندفع هذا الإشكال بأن نقول : إذا كان الوضوء ـ مثلا ـ مستحبّا نفسيّا فهو قابل لأن يتقرّب به من المولى ، وفعليّة التقرّب تتحقّق بقصد الأمر الغيريّ المندكّ فيه الأمر الاستحبابيّ.

وبعبارة أخرى : قد فرضنا الطهارات عبادات نفسيّة في مرتبة سابقة على الأمر الغيريّ المتعلّق بها ، والأمر الغيريّ إنّما يدعو إلى ذلك ، فإذا جاء المكلّف بها بداعي الأمر الغيريّ المندكّ فيه الاستحباب ـ والمفروض [أنّه] ليس هناك أمر موجود غيره ـ صحّ التقرّب به ، ووقعت عبادة لا محالة ، فيتحقّق ما هو شرط الواجب ومقدّمته.

هذا كلّه بناء على ثبوت الأمر الغيريّ بالمقدّمة ، وبناء على أنّ مناط عباديّة العبادة هو قصد الأمر المتعلّق بها.

وكلا المبنيين نحن لا نقول به.

أمّا الأوّل : فسيأتي في البحث الآتي الدليل على عدم وجوب مقدّمة الواجب ، فلا أمر

__________________

(١) هذا التوجيه يناسب ما ذكره أستاذه المحقّق الأصفهانيّ في نهاية الدراية ١ : ٣٨٠ ـ ٣٨١ و ٣٨٣.

غيريّ أصلا.

وأمّا الثاني : فلأنّ الحقّ أنّه يكفي في عباديّة الفعل ارتباطه بالمولى ، والإتيان به متقرّبا إليه (تعالى). غاية الأمر أنّ العبادات قد ثبت أنّها توقيفيّة ، فما لم يثبت رضا المولى بالفعل ، وحسن الانقياد ، وقصد وجه الله بالفعل لا يصحّ الإتيان بالفعل عبادة ، بل يكون تشريعا محرّما. ولا يتوقّف ذلك على تعلّق أمر المولى بنفس الفعل على أن يكون أمرا فعليّا من المولى ، ولذا قيل : «يكفي في عباديّة العبادة حسنها الذاتيّ ومحبوبيّتها الذّاتيّة للمولى حتّى لو كان هناك مانع من توجّه الأمر الفعليّ بها (١)».

وإذا ثبت ذلك ، فنقول في تصحيح عباديّة الطهارات : إنّ فعل المقدّمة بنفسه يعدّ شروعا في امتثال ذي المقدّمة ـ الذي هو حسب الفرض في المقام عبادة في نفسه مأمور بها ـ فيكون الإتيان بالمقدّمة بنفسه يعدّ امتثالا للأمر النفسيّ بذي المقدّمة العباديّ. ويكفي في عباديّة الفعل ـ كما قلنا ـ ارتباطه بالمولى والإتيان به متقرّبا إليه (تعالى) مع عدم ما يمنع من التعبّد به. ولا شكّ في أنّ قصد الشروع بامتثال الأمر النفسيّ بفعل مقدّماته قاصدا بها التوصّل إلى الواجب النفسيّ العباديّ يعدّ طاعة وانقيادا للمولى (٢).

وبهذا تصحّح عباديّة المقدّمة ، وإن لم نقل بوجوبها الغيريّ ، ولا حاجة إلى فرض طاعة الأمر الغيريّ.

ومن هنا يصحّ أن تقع كلّ مقدّمة عبادة ، ويستحقّ عليها الثواب بهذا الاعتبار ، وإن لم تكن في نفسها معتبرا فيها أن تقع على وجه العبادة ، كتطهير الثوب ـ مثلا ـ مقدّمة للصلاة ، أو كالمشي حافيا مقدّمة للحجّ أو الزيارة ، غاية الأمر أنّ الفرق بين المقدّمات العباديّة وغيرها أنّ غير العباديّة لا يلزم فيها أن تقع على وجه قربيّ ، بخلاف المقدّمات المشروط فيها أن تقع عبادة ، كالطهارات الثلاث.

ويؤيّد ذلك ما ورد من الثواب على بعض المقدّمات ، ولا حاجة إلى التأويل الذي ذكرناه سابقا في الأمر الثالث ـ من أنّ الثواب على ذي المقدّمة يوزّع على المقدّمات

__________________

(١) هكذا قال المحقّق الأصفهانيّ في نهاية الدراية ١ : ٣٨٣ و ٣٨٥.

(٢) كما في نهاية الدراية ١ : ٣٨٣.