درس اصول الفقه (۱) مباحث الفاظ وملازمات عقلیه

جلسه ۱۴۹: ملازمات عقلیه ۸

 
۱

خطبه

۲

نکته اول

لذت و الم بر دو نوع است:

اول: وقتی است، یعنی در حال حاضر لذیذ است یا درد دارد. مثل خوردن غذای لذیذ.

دوم: استقبالی است، یعنی در حال آینده لذت یا درد دارد، مثلا خمس درد دارد الان اما بعدها لذت دارد.

۳

تطبیق نکته اول

ثمّ إنّ هذا المعنى (لذت و الم) من الحسن والقبح يتّسع إلى أكثر من ذلك (لذت و الم وقتی، یعنی فعلی)؛ فإنّ الشيء قد لا يكون (شیء) في نفسه (شیء، با قطع نظر از تبعات و آثار بعدی) ما يوجب لذّة أو ألما، ولكنّه (شیء) بالنظر إلى ما (اثری که) يعقبه (اثر، شیء را) (بیان ما:) من أثر تلتذّ به (اثر) النفس أو تتألّم منه (اثر) يسمّى أيضا (مثل شیء لذیذ و الیم فعلی): «حسنا» أو «قبيحا»، بل قد يكون الشيء في نفسه (شیء، با قطع نظر از تبعات و آثار بعدی) قبيحا تشمئزّ (تنفر دارد) منه (شیء) النفس، كشرب الدواء المرّ (تلخ)، ولكنّه (شیء) باعتبار ما (صفتی) يعقبه (شیء را) من الصحّة والراحة ـ التي هي (صحت و راحت) أعظم بنظر العقل من ذلك الألم الوقتيّ (و لذیذ استقبالی) ـ يدخل (شیء) فيما يستحسن، كما قد يكون الشيء بعكس ذلك (بالا) حسنا تلتذّ به (شیء) النفس، كالأكل اللذيذ المضرّ بالصحّة، ولكن باعتبار ما (مرضی که) يعقبه (شیء را) ـ من مرض أعظم من اللذّة الوقتيّة ـ يدخل (شیء) فيما يستقبح (قبیح).

۴

نکته دوم

افعال بر سه نوع است:

اول: برخی از افعال حسن هستند.

دوم: برخی از افعال قبیح هستند.

این دو گاهی به نظر به حال فعلی می‌شود و قبیح یا حسن هستند و گاهی نظر به حال استقبالی می‌شوند و قبیح یا حسن هستند.

سوم: برخی از افعال نه قبیح هستند و نه حسن.

۵

تطبیق نکته دوم

والإنسان بتجاربه الطويلة وبقوّة تمييزه (انسان) العقليّ يستطيع أن يصنّف (تقسیم کند) الأشياء والأفعال إلى ثلاثة أصناف: ما يستحسن، وما يستقبح، وما ليس له («ما») هاتان المزيّتان. ويعتبر (انسان) هذا التقسيم بحسب ما له (شیء) من الملاءمة (سازگاری با طبع و روان) والمنافرة (سازگار نبودن با طبع و روان) ولو بالنظر إلى الغاية (غرض) القريبة أو البعيدة التي هي (غایت) قد تسمو (بالاتر می‌بشد) عند العقل على ما له («ما») من لذّة وقتيّة (فعلی) أو ألم وقتيّ (فعلی)، كمن يتحمّل المشاقّ الكثيرة ويقاسي (روبرو می‌شود) الحرمان (محرومیت) في سبيل طلب العلم، أو الجاه (مقام)، أو الصحّة، أو المال، وكمن يستنكر (دوری می‌جوید) بعض اللذّات الجسديّة استكراها لشؤم (بدی) عواقبها (عواقب لذات جسدیه).

وكلّ ذلك (لذت و الم) يدخل في الحسن والقبح بمعنى الملائم وغير الملائم، قال القوشجيّ في شرحه (قوشجی) للتجريد عن هذا المعنى (معنای دوم حسن و قبح): «وقد يعبّر عنهما ـ أي الحسن والقبح ـ بالمصلحة والمفسدة فيقال: الحسن ما فيه («ما») مصلحة، والقبيح ما فيه («ما») مفسدة، وما خلا منهما (مصلحت و مفسده) لا يكون شيئا منهما».

وهذا (مطلب قوشجی) راجع إلى ما ذكرناه، وليس المقصود أنّ للحسن والقبح معنى آخر ـ بمعنى ما له («ما») المصلحة أو المفسدة ـ غير معنى الملاءمة والمنافرة، فإنّ استحسان المصلحة إنّما يكون للملاءمة واستقباح المفسدة للمنافرة. (اگر قوشجی می‌گوید حسن یعنی مصلحت، بخاطر این است که مصلحت سبب حسن است)

وهذا المعنى من الحسن والقبح أيضا (مثل معنای اول) ليس للأشاعرة فيه (معنا) نزاع، بل هما (حسن و قبح) عندهم بهذا المعنى عقليّان (حسن وقبح عقلی و با قطع نظر از امر و نهی شارع، وجود دارد)، أي ممّا يدركه (امور را) العقل من غير توقّف على حكم الشرع. ومن توهّم أنّ النزاع بين القوم (اشاعره و عدلیه) في هذا المعنى، فقد ارتكب شططا (دور شدن از حق) ولم يفهم كلامهم.

قبيح» ... وهكذا. وكلّ ذلك ؛ لأنّ النفس تتألّم أو تشمئزّ من ذلك.

فيرجع معنى الحسن والقبح ـ في الحقيقة ـ إلى معنى اللذّة والألم ، أو فقل : «إلى معنى الملاءمة للنفس وعدمها» ، ما شئت فعبّر ، فإنّ المقصود واحد.

ثمّ إنّ هذا المعنى من الحسن والقبح يتّسع إلى أكثر من ذلك ؛ فإنّ الشيء قد لا يكون في نفسه ما يوجب لذّة أو ألما ، ولكنّه بالنظر إلى ما يعقبه من أثر تلتذّ به النفس أو تتألّم منه يسمّى أيضا : «حسنا» أو «قبيحا» ، بل قد يكون الشيء في نفسه قبيحا تشمئزّ منه النفس ، كشرب الدواء المرّ ، ولكنّه باعتبار ما يعقبه من الصحّة والراحة ـ التي هي أعظم بنظر العقل من ذلك الألم الوقتيّ ـ يدخل فيما يستحسن ، كما قد يكون الشيء بعكس ذلك حسنا تلتذّ به النفس ، كالأكل اللذيذ المضرّ بالصحّة ، ولكن باعتبار ما يعقبه ـ من مرض أعظم من اللذّة الوقتيّة ـ يدخل فيما يستقبح.

والإنسان بتجاربه الطويلة وبقوّة تمييزه العقليّ يستطيع أن يصنّف الأشياء والأفعال إلى ثلاثة أصناف : ما يستحسن ، وما يستقبح ، وما ليس له هاتان المزيّتان. ويعتبر هذا التقسيم بحسب ما له من الملاءمة والمنافرة ولو بالنظر إلى الغاية القريبة أو البعيدة التي هي قد تسمو (١) عند العقل على ما له من لذّة وقتيّة أو ألم وقتيّ ، كمن يتحمّل المشاقّ الكثيرة ويقاسي الحرمان في سبيل طلب العلم ، أو الجاه ، أو الصحّة ، أو المال ، وكمن يستنكر بعض اللذّات الجسديّة استكراها لشؤم عواقبها.

وكلّ ذلك يدخل في الحسن والقبح بمعنى الملائم وغير الملائم ، قال القوشجيّ في شرحه للتجريد عن هذا المعنى : «وقد يعبّر عنهما ـ أي الحسن والقبح ـ بالمصلحة والمفسدة فيقال : الحسن ما فيه مصلحة ، والقبيح ما فيه مفسدة ، وما خلا منهما لا يكون شيئا منهما» (٢).

وهذا راجع إلى ما ذكرناه ، وليس المقصود أنّ للحسن والقبح معنى آخر ـ بمعنى ما له المصلحة أو المفسدة ـ غير معنى الملاءمة والمنافرة ، فإنّ استحسان المصلحة إنّما يكون

__________________

(١) أي ترتفع.

(٢) شرح التجريد للقوشجيّ ٣٣٨. وهكذا قال أيضا السيّد الشريف في شرح المواقف ٨ : ١٩٢.

للملاءمة واستقباح المفسدة للمنافرة.

وهذا المعنى من الحسن والقبح أيضا ليس للأشاعرة فيه نزاع ، بل هما عندهم بهذا المعنى عقليّان ، (١) أي ممّا يدركه العقل من غير توقّف على حكم الشرع. ومن توهّم أنّ النزاع بين القوم في هذا المعنى ، فقد ارتكب شططا ولم يفهم كلامهم.

ثالثا : أنّهما يطلقان ويراد بهما المدح والذمّ ، ويقعان وصفا بهذا المعنى للأفعال الاختياريّة فقط. ومعنى ذلك : أنّ الحسن ما استحقّ فاعله عليه المدح والثواب عند العقلاء كافّة ، والقبيح ما استحقّ عليه فاعله الذمّ والعقاب عندهم كافّة.

وبعبارة أخرى : إنّ الحسن ما ينبغي فعله عند العقلاء ـ أي إنّ العقل عند الكلّ يدرك أنّه ينبغي فعله ـ ، والقبيح ما ينبغي تركه عندهم ، أي إنّ العقل عند الكلّ يدرك أنّه لا ينبغي فعله أو ينبغي تركه.

وهذا الإدراك للعقل هو معنى حكمه بالحسن والقبح ، وسيأتي توضيح هذه النقطة ، فإنّها مهمّة جدّا في الباب.

وهذا المعنى الثالث هو موضوع النزاع (٢) فالأشاعرة أنكروا أن يكون للعقل إدراك ذلك من دون الشرع ، وخالفتهم العدليّة ، فأعطوا للعقل هذا الحقّ من الإدراك.

تنبيه : وممّا يجب أن يعلم هنا أنّ الفعل الواحد قد يكون حسنا أو قبيحا بجميع المعاني الثلاثة ، كالتعلّم والحلم والإحسان ، فإنّها كمال للنفس ، وملائمة لها باعتبار ما لها من نفع ومصلحة ، وممّا ينبغي أن يفعلها الإنسان عند العقلاء.

وقد يكون الفعل حسنا بأحد المعاني ، قبيحا أو ليس بحسن بالمعنى الآخر ، كالغناء ـ مثلا ـ ، فإنّه حسن بمعنى الملاءمة للنفس ، ولذا يقولون عنه : «إنّه غذاء للروح» (٣) ، وليس حسنا بالمعنى الأوّل أو الثالث ، فإنّه لا يدخل عند العقلاء بما هم عقلاء فيما ينبغي أن يفعل

__________________

(١) كما اعترفوا به في كتبهم ، انظر التعليقة رقم (١) من الصفحة : ٢٢٦.

(٢) كما اعترفوا بذلك. راجع المصادر الواردة في التعليقة رقم (١) من الصفحة : ٢٢٦.

(٣) كأنّ هذا التعبير يريد أن يحاول قائلوه به دعوى أنّ الغناء كمال للنفس في سماعه وهو مغالطة وإيهام منهم. ـ منه رحمه‌الله ـ.