درس فرائد الاصول - قطع و ظن

جلسه ۱۰۸: خبر واحد ۲۹

جواد مروی
استاد
جواد مروی
 
۱

خطبه

۲

ادامه کلام شیخ طوسی

بحث در بيانات مرحوم شيخ طوسى بود در عدّة الاُصول بر حجيّة خبر واحد، ايشان فرمودند كه خبر واحد به اجماع علماء شيعه حجّة مى‌باشد و هفت اشكال به مدّعايشان وارد مى‌كنند و جواب مى‌دهند. بحث در اشكال ششم بود كه چگونه مى‌شود كه علماء به خبرهايى كه مشبّهه و مقلّده و اخباريين و واقفيه و فطحيّه بيان كرده‌اند اعتماد مى‌كنند با اينكه اينها فاسقند و عادل نيستند.

شيخ طوسى وارد جواب شدند و نسبت به مقلده دو جواب دارند، جواب اول را جلسه قبلى خوانديم كه مقلده فاسق نيستند زيرا در عقيده مطابق با ما هستند، فقط راه را اشتباه رفته‌اند.

و اما در جواب دوم شيخ طوسى مى‌فرمايند: درست نيست كه شما از اخباريين به مقلده تعبير كنيد، به اين معنا كه اينها در اصول دين تقليد مى‌كنند بلكه درست است كه علماى اخبارى در مسائل عقلى و فلسفى اهل مناظره و استدلال و بحث و جدل نيستند ولى يك دليل في الجمله براى عقيده‌شان در اصول دين دارند، درست مانند عوام مردم. علماى شيعه چگونه عقيده مردم عوام را درست مى‌كنند و مى‌گويند عقيده‌شان درست است با اينكه ادلّه محكمى در اصول دين ندارند. علماء مى‌گويند مردم عوام عقيده درستى دارند زيرا يك دليل في الجمله دارند، حتى پيامبر وقتى از آن پيرزن دليل اثبات صانع را مى‌پرسند، پيرزن دستش را از چرخ ريسندگى برمى‌دارد و توقف اين چرخ را دليلى بر اين مى‌داند كه حركت نظام طبيعت محرّك دارد و الا اگر محرّك نباشد اين حركت در جهان تبديل به سكون مى‌شود، يا از شترچران سؤال مى‌كنند كه به چه دليل خدايى هست، مى‌گويد: « البعرة تدلّ على البعير ». علماى اخبارى هم چنينند و يك دليل في الجمله‌اى براى عقايدشان دارند كه خودشان را قانع مى‌كند، نهايتا در مقام استدلال به روايات تمسك مى‌كنند زيرا در استدلالهاى دقيق عقلى سلطه و تسلط ندارند.

نتيجه اين مى‌شود علماى اخبارى در طريقشان هم اشتباه نكرده‌اند و از راه استدلال به معارف رسيده‌اند، پس چطور مى‌توان به آنها نسبت گمراهى و فسق داد، اينها كه عقيده‌شان با ما يكسان است و راهشان هم راه استدلال است. بنابراين اينها فاسق نيستند و به خبرشان مى‌توان كاملا اعتماد كرد.

و امّا طوائف ديگر مانند واقفية، فطحيه، غلاة و امثال اين طوائف، به طور مجموع دو جواب دارند:

جواب اول: شيخ طوسى مى‌فرمايند: اولا به روايات اين افراد به تنهايى عمل نمى‌كنيم، اگر روايتى از اين افراد باشد و مؤيّدى هم از رواة شيعه داشته باشد ما به رواياتشان عمل مى‌كنيم والّا فلا.

و ثانيا به نظر ما شرط حجيّة خبر فقط عدالت نيست بلكه ثقه بودن است، پس اگر راوى مخالف مكتب اهل البيت باشد ولى ثقه باشد يعنى دروغ نگويد، قولش حجّة است و حرفش معتبر مى‌باشد.

در پايان نسبت به مجبّره و مشبّهه، كسانى كه روايات جبر و تشبيه را نقل مى‌كردند، همين دو جواب اخير را عنوان مى‌كنند به اضافه جواب سوم، كه خلاصه جواب سوم اين است كه: اين كسانى را كه شما به آنها مجبّره و مشبّهه مى‌گوييد، شما به خاطر نقل روايات به آنها مجبره و مشبهه مى‌گوييد در حاليكه صرف نقل هيچگونه دلالتى بر عقيده طرف ندارد، ممكن است راوى روايات تشبيه را نقل كرده ولى اين دلالت نمى‌كند كه به اين روايات معتقد باشد.

۳

تطبیق ادامه کلام شیخ طوسی

على أنّ من أشاروا إليه لا نسلّم أنهم كلّهم مقلّدة، بل لا يمتنع أن يكونوا عالمين بالدليل (در اصول عقاید) على سبيل الجملة، كما يقوله جماعة أهل العدل في كثير من أهل الأسواق والعامّة.

وليس من حيث يتعذّر عليهم (مقلده) إيراد الحجج ينبغي أن يكونوا غير عالمين؛ لأنّ إيراد الحجج والمناظرة صناعة ليس يقف حصول المعرفة على حصولها (مناظره)، كما قلنا في أصحاب الجملة.

وليس لأحد أن يقول: هؤلاء (مقلده) ليسوا من أصحاب الجملة (عوام مردم)؛ لأنّهم (مقلده) إذا سألوا عن التوحيد أو العدل أو صفات الأئمّة أو صحّة النبوّة قالوا روينا كذا، ويروون في ذلك (مسائل) كلّه الأخبار، وليس هذا طريقة أصحاب الجملة.

وذلك (کسی این اشکال را نمی‌تواند بکند چون:) أنّه ليس يمتنع أن يكون هؤلاء أصحاب الجملة وقد حصل لهم المعارف بالله، غير أنّهم (مقلده) لمّا تعذّر عليهم إيراد الحجج في ذلك (اصول دین) أحالوا على ما كان سهلا عليهم.

وليس يلزمهم (مقلده را) أن يعلموا أنّ ذلك لا يصحّ أن يكون دليلا إلاّ بعد أن يتقدّم منهم المعرفة بالله، وإنّما الواجب عليهم (مقلده) أن يكونوا عالمين، وهم عالمون على الجملة كما قرّرنا، فما يتفرّع عليه من الخطأ لا يوجب التكفير ولا التضليل.

وأمّا الفرق الذين أشار إليهم من الواقفيّة والفطحيّة وغير ذلك، فعن ذلك (فرق) جوابان، ثمّ ذكر الجوابين:

وحاصل أحدهما (جوابین): كفاية الوثاقة في العمل بالخبر؛ ولهذا قُبِل خبر ابن بكير وبني فضّال وبني سماعة (با اینکه فطحی هستند).

وحاصل الثاني: أنّا لا نعمل برواياتهم (فِرَق) إلاّ إذا انضمّ إليها (روایاتشان) رواية غيرهم.

ومثل الجواب الأخير ذكر في رواية الغلاة ومن هو متّهم في نقله، وذكر الجوابين أيضا في روايات المجبّرة والمشبّهة، بعد منع كونهم (این افراد) مجبّرة ومشبّهة؛ لأنّ روايتهم لأخبار الجبر والتشبيه لا تدلّ على ذهابهم (افراد) إليه (جبر و تشبیه).

ثمّ قال:

۴

ادامه کلام شیخ طوسی

اشكال هفتم: مرحوم شيخ طوسى مى‌فرمايند: ممكن است كسى اشكال كند و بگويد سلّمنا علماى شيعه به خبر واحد عمل مى‌كردند ولى از كجا معلوم اين خبرها، خبرهاى واحد بدون قرينه بودند، شايد تمام اينها قرينه مفيد علم داشتند، لذا علماء به خبر واحد مع القرينه عمل مى‌كردند. شما نمى‌توانيد بگوييد علماء به خبر واحد مطلقا عمل مى‌كنند زيرا ممكن است خبر واحد معل القرينه باشد.

جواب اشكال هفتم: شيخ طوسى مى‌فرمايند: امّا قرائنى كه ممكن است به خبر واحد ضميمه شود، چهار قرينه مشخص و معلوم است كه شامل اجماع، آيه قرآن، سنّة متواتر و دليل عقل قطعى است، و ما يقين داريم كه در بسيارى از خبرهاى واحد و اين احكام شرعى كه در اين خبرها بيان شده است نه قرينه قرآنيه وجود دارد يعنى از هيچ آيه قرآنى اين حكم استفاده شده، و نه سنة متواتر پشتوانه آن است و نه اجماع هماهنگ با اوست و نه عقل قطعى. بنابراين اين ادّعا كه علماء به خبر واحد عمل مى‌كردند چون كنارش قرينه بوده است، يك ادّعاى باطلى است و كسى كه اين ادّعا را مطرح مى‌كند خلاف ضرورة و بداهة حرف زده است، و به تعبير شيخ طوسى ضد و نقيض حرف زده زيرا بالضرورة ما مشاهده مى‌كنيم بسيارى از خبرهاى واحد بر طبق آن علماء فتوى داده‌اند كه كنارش قرينه هم وجود ندارد. به قول شيخ طوسى هر كس هم قبول ندارد: « وكان سبر بيننا وبينه ».

سؤال: كسى ممكن است بگويد كه ما در مقام علم روايات را بررسى كنيم، اگر روايت و خبر مع القرينه به آن عمل مى‌كنيم و هر جا در حكم شرعى روايت بدون قرينه بود به آن روايت ما عمل نمى‌كنيم و به اصالة البراءة تمسك مى‌كنيم.

جواب: شيخ طوسى مى‌فرمايند: اين كار خوبى است ولى لازمه‌اش اين است كه ۹۰ درصد احكام فقهى كنار گذاشته شود، و به تعبير مرحوم نائينى فقه جديد ابداع شود و ديگر مردم هيچگونه وظيفه‌اى به جز چند مسأله از فروع دين كه در آن خبر متواتر داريم، ندارند. ما يقين داريم اين عمل خلاف شريعت مقدس است زيرا شارع براى تمام حركات و سكنات ما وظيفه تعيين كرده است، بنابراين يقين داريم اين شيوه عمل، شيوه درستى نمى‌باشد.

مرحوم شيخ طوسى در پايان كلامشان دو مؤيد براى مدعايشان كه حجيّة خبر واحد است نقل مى‌كنند:

مؤيد اول: ما وقتى به كتب فقهى مراجعه مى‌كنيم، مى‌بينم در همه ابواب فقهى علماى مختلف به خبر واحد تمسك مى‌كنند و ديگران شخص عامل به خبر واحد را به فسق نسبت نمى‌دهند و عمل اصحاب دال بر حجيّة خبر واحد است.

مؤيد دوم: مرحوم شيخ طوسى مى‌فرمايند: علماى شيعه در علم رجال كتابهاى فراوانى نوشته‌اند و بررسى‌هاى زيادى انجام دادند كه فلان راوى عادل و موثق است يا نيست نيست، روايتش حسن است يا نيست، حالا اگر خبر واحد ثقه حجّة نباشد بلكه فقط خبر متواتر حجّة باشد ديگر تمام اين بحثهاى رجالى لغو است زيرا خبر واحد فرضا حجة نيست و خبر متواتر هم يقين آور است و نياز به بررسى سند ندارد، پس اين بررسى‌هاى سندى در علم رجال لغو است، در حاليكه اين نسبت را به علماء دادن خيلى جرأت مى‌خواهد.

هذا تمام الكلام درباره مسائل شيخ طوسى در عدّه.

مرحوم شيخ انصارى كلمات شيخ طوسى را تأييد مى‌كنند و در اين معنا و باب آخرين سخن و كلام را شيخ طوسى عنوان مى‌كنند.

۵

تطبیق ادامه کلام شیخ طوسی

فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون الذين أشرتم إليهم لم يعملوا بهذه الأخبار لمجرّدها (اخبار)، بل إنّما عملوا بها (اخبار) لقرائن اقترنت بها (اخبار) دلّتهم على صحّتها (اخبار)، ولأجلها عملوا بها (اخبار)، ولو تجرّدت لما عملوا بها، وإذا جاز ذلك لم يمكن الاعتماد على عملهم بها (اخبار).

قيل لهم: القرائن التي تقترن بالخبر وتدلّ على صحّته (خبر) أشياء مخصوصة نذكرها (اشیاء) فيما بعد من الكتاب والسنّة والإجماع والتواتر (منظور عقل قطعی بوده و ظاهرا اشتباه در نوشتن پیش آمده برای کتاب عده)، ونحن نعلم أنّه ليس في جميع المسائل التي استعملوا فيها (مسائل) أخبار الآحاد ذلك؛ لأنّها (مسائل) اكثر من أن تحصى موجودة في كتبهم وتصانيفهم وفتاواهم؛ لأنّه ليس في جميعها (اخبار) يمكن الاستدلال بالقرآن؛ لعدم ذكر ذلك في صريحه (قرآن) وفحواه ودليله (مفهوم مخالف قرآن) ومعناه (مفهوم موافق قرآن). ولا بالسنّة المتواترة؛ لعدم ذكر ذلك (سنت متواتره) في أكثر الأحكام، بل وجودها (سنت متواتره) في مسائل معدودة. ولا بإجماع؛ لوجود الاختلاف في ذلك (احکام شرعیه).

فعلم: أنّ دعوى القرائن في جميع ذلك (احکام شرعی) دعوى محالة. ومن ادّعى القرائن في جميع ما ذكرنا كان السبر بيننا وبينه، بل كان معوّلا على ما يعلم ضرورة خلافه، ومدافعا لما يعلم من نفسه ضدّه (ما یعلم) ونقيضه.

ومن قال عند ذلك: إنّي متى عدمتُ شيئا من القرائن حكمت بما كان يقتضيه العقل، يلزمه أن يترك أكثر الأخبار وأكثر الأحكام ولا يحكم فيها (احکام) بشيء ورد الشرع به، وهذا حدّ يرغب أهل العلم عنه، ومن صار إليه لا يحسن مكالمته؛ لأنّه يكون معوّلا على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه، انتهى.

ثمّ أخذ (شیخ طوسی) في الاستدلال ـ ثانيا ـ على جواز العمل بهذه الأخبار: بأنّا وجدنا أصحابنا مختلفين في المسائل الكثيرة في جميع أبواب الفقه، وكلّ منهم يستدلّ ببعض هذه الأخبار، ولم يعهد من أحد منهم تفسيق صاحبه وقطع المودّة عنه (صاحبه)، فدلّ ذلك على جوازه (عمل بر خبر واحد) عندهم.

ثمّ استدلّ ـ ثالثا ـ على ذلك: بأنّ الطائفة وضعت الكتب لتمييز الرجال الناقلين لهذه الأخبار وبيان أحوالهم (رجال) من حيث العدالة والفسق، والموافقة في المذهب والمخالفة، وبيان من يعتمد على حديثه ومن لا يعتمد، واستثنوا الرجال من جملة ما رووه في التصانيف، وهذه عادتهم من قديم الوقت إلى حديثه، فلو لا جواز العمل برواية من سَلُمَ عن الطعن لم يكن فائدة لذلك كلّه، انتهى المقصود من كلامه، زاد الله في علوّ مقامه.

وقد أتى (شیخ طوسی) في الاستدلال على هذا المطلب بما لا مزيد عليه، حتّى أنّه أشار في جملة كلامه إلى دليل الانسداد، وأنّه لو اقتصر على الأدلّة العلميّة (در اخبار متواتر) وعمل بأصل البراءة في غيرها (خبر‌های متواتر)، لزم ما علم ضرورة من الشرع خلافه، فشكر الله سعيه.

فإن قيل : كيف تعوّلون على هذه الروايات ، وأكثر رواتها المجبرة والمشبّهة والمقلّدة والغلاة والواقفيّة والفطحيّة وغير هؤلاء من فرق الشيعة المخالفة للاعتقاد الصحيح ، ومن شرط خبر الواحد أن يكون راويه عدلا عند من أوجب العمل به؟

وإن عوّلتم على عملهم دون روايتهم فقد وجدناهم عملوا بما طريقه هؤلاء الذين ذكرناهم ، وذلك يدلّ على جواز العمل بأخبار الكفّار والفسّاق.

قيل لهم : لسنا نقول إنّ جميع أخبار الآحاد يجوز العمل بها ، بل لها شرائط نذكرها فيما بعد ، ونشير هاهنا إلى جملة من القول فيه.

فأمّا ما يرويه العلماء المعتقدون للحقّ فلا طعن على ذلك به.

وأمّا ما يرويه قوم من المقلّدة ، فالصحيح الذي أعتقده : أنّ المقلّد للحقّ وإن كان مخطئا في الأصل ، معفوّ عنه ، ولا أحكم فيه بحكم الفسّاق ، ولا يلزم على هذا ترك ما نقلوه.

على أنّ من أشاروا إليه (١) لا نسلّم أنهم كلّهم مقلّدة ، بل لا يمتنع أن يكونوا عالمين بالدليل على سبيل الجملة ، كما يقوله جماعة أهل العدل في كثير من أهل الأسواق والعامّة.

وليس من حيث يتعذّر عليهم إيراد الحجج ينبغي أن يكونوا غير عالمين ؛ لأنّ إيراد الحجج والمناظرة صناعة ليس يقف حصول المعرفة على حصولها ، كما قلنا في أصحاب الجملة.

وليس لأحد أن يقول : هؤلاء ليسوا من أصحاب الجملة ؛ لأنّهم

__________________

(١) في (ت) و (ه) : «أشار إليهم».

إذا سألوا عن التوحيد أو العدل أو صفات الأئمّة أو صحّة النبوّة قالوا روينا كذا ، ويروون في ذلك كلّه الأخبار ، وليس هذا طريقة أصحاب الجملة.

وذلك أنّه ليس يمتنع أن يكون هؤلاء أصحاب الجملة وقد حصل لهم المعارف بالله ، غير أنّهم لمّا تعذّر عليهم إيراد الحجج في ذلك أحالوا على ما كان سهلا عليهم.

وليس يلزمهم أن يعلموا أنّ ذلك لا يصحّ أن يكون دليلا إلاّ بعد أن يتقدّم منهم المعرفة بالله ، وإنّما الواجب عليهم أن يكونوا عالمين ، وهم عالمون على الجملة كما قرّرنا ، فما يتفرّع عليه من الخطأ لا يوجب التكفير ولا التضليل.

وأمّا الفرق الذين أشار إليهم من الواقفيّة والفطحيّة وغير ذلك ، فعن ذلك جوابان ، ثمّ ذكر الجوابين :

وحاصل أحدهما : كفاية الوثاقة في العمل بالخبر ؛ ولهذا قبل خبر (١) ابن بكير وبني فضّال وبني سماعة.

وحاصل الثاني : أنّا لا نعمل برواياتهم إلاّ إذا انضمّ إليها رواية غيرهم.

ومثل الجواب الأخير ذكر في رواية الغلاة ومن هو متّهم في نقله ، وذكر الجوابين أيضا في روايات المجبّرة والمشبّهة ، بعد منع كونهم مجبّرة ومشبّهة ؛ لأنّ روايتهم لأخبار الجبر والتشبيه لا تدلّ على ذهابهم إليه.

ثمّ قال :

__________________

(١) في (م) : «عمل بخبر».

فإن قيل : ما أنكرتم أن يكون الذين أشرتم إليهم لم يعملوا بهذه الأخبار لمجرّدها ، بل إنّما عملوا بها لقرائن اقترنت بها دلّتهم على صحّتها ، ولأجلها عملوا بها ، ولو تجرّدت لما عملوا بها ، وإذا جاز ذلك لم يمكن (١) الاعتماد على عملهم بها.

قيل لهم : القرائن التي تقترن بالخبر وتدلّ على صحّته أشياء مخصوصة نذكرها فيما بعد من الكتاب والسنّة والإجماع والتواتر ، ونحن نعلم أنّه ليس في جميع المسائل التي استعملوا فيها أخبار الآحاد ذلك ؛ لأنّها اكثر من أن تحصى موجودة في كتبهم وتصانيفهم وفتاواهم ؛ لأنّه ليس في جميعها يمكن الاستدلال بالقرآن ؛ لعدم ذكر ذلك في صريحه وفحواه ودليله ومعناه. ولا بالسنّة (٢) المتواترة ؛ لعدم ذكر ذلك في أكثر الأحكام ، بل وجودها في مسائل معدودة. ولا بإجماع (٣) ؛ لوجود الاختلاف في ذلك.

فعلم : أنّ دعوى القرائن في جميع ذلك دعوى محالة. ومن ادّعى القرائن في جميع ما ذكرنا كان السبر بيننا وبينه ، بل كان معوّلا على ما يعلم ضرورة خلافه ، ومدافعا لما يعلم من نفسه ضدّه ونقيضه.

ومن قال عند ذلك : إنّي متى عدمت شيئا من القرائن حكمت بما كان يقتضيه العقل ، يلزمه أن يترك أكثر الأخبار وأكثر الأحكام ولا يحكم فيها بشيء ورد الشرع به ، وهذا حدّ يرغب أهل العلم عنه ،

__________________

(١) في (ت) ، (ر) و (ص) : «لم يكن».

(٢) كذا في (ت) و (ه) ، وفي غيرهما والمصدر : «في السنّة».

(٣) كذا في (ت) و (ه) ، وفي غيرهما : «في إجماع» ، وفي المصدر : «في الإجماع».

ومن صار إليه لا يحسن مكالمته ؛ لأنّه يكون معوّلا على ما يعلم ضرورة من الشرع خلافه ، انتهى.

ثمّ أخذ في الاستدلال ـ ثانيا ـ على جواز العمل بهذه الأخبار : بأنّا وجدنا أصحابنا مختلفين في المسائل الكثيرة في جميع أبواب الفقه ، وكلّ منهم يستدلّ ببعض هذه الأخبار ، ولم يعهد من أحد منهم تفسيق صاحبه وقطع المودّة عنه ، فدلّ ذلك على جوازه عندهم.

ثمّ استدلّ ـ ثالثا ـ على ذلك : بأنّ الطائفة وضعت الكتب لتمييز الرجال الناقلين لهذه الأخبار وبيان أحوالهم من حيث العدالة والفسق ، والموافقة في المذهب والمخالفة ، وبيان من يعتمد على حديثه ومن لا يعتمد ، واستثنوا الرجال من جملة ما رووه في التصانيف ، وهذه عادتهم من قديم الوقت إلى حديثه ، فلو لا جواز العمل برواية من سلم عن الطعن لم يكن فائدة لذلك كلّه (١) ، انتهى المقصود من كلامه ، زاد الله في علوّ مقامه.

وقد أتى في الاستدلال على هذا المطلب بما لا مزيد عليه ، حتّى أنّه أشار في جملة (٢) كلامه إلى دليل الانسداد ، وأنّه لو اقتصر على الأدلّة العلميّة وعمل بأصل البراءة في غيرها ، لزم ما علم ضرورة من الشرع خلافه ، فشكر الله سعيه.

ثمّ إنّ من العجب أن غير واحد من المتأخّرين (٣) تبعوا صاحب

__________________

(١) العدّة ١ : ١٢٩ ـ ١٤٢.

(٢) في (ص) و (م) زيادة : «من».

(٣) سيأتي ذكرهم في الصفحة ٣٢١.