الحذف واجب في خذ وكُلْ بخلاف مُرْ لانّهما اكثر استعمالاً.

[ وقد يجيء أومر على الأصل عند الوصل كقوله تعالى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ] أصله اُومُرْ حذفت همزة الوصل واُعيدت الثانية فقيل وامر وهذا افصح من مُرْ لزوال الثقل بحذف همزة الوصل وجاء في الحديث : فَمُر برأس التمثال ، ومُرْ بالستر ، ومُرْ براس الكلب [ وأزَرَ ] أي عاوَنَ [ يَأزِرُ وَهَنَاءَ يَهْنِأُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ ] بلا فرق والتخفيف على القياس المذكور والأمر من تَأْزِرُ إيزِرْ كاضْرِبْ أصله إءْزِرْ قلبت الثانية ياءً كما في إيمان وخصّصه بالذكر لما فيه من قلب ليس في هَنَأَ وأدُبَ يَأْدُبُ كَكَرُمَ يَكْرُمُ والأمر اُودُبْ والأصل اُءدُْبْ قلبت الثانية واواً ولذا ذكره.

[ وسَألَ يَسْألُ كَمَنَعَ يَمْنَعُ ] والأمر [ اِسْألْ ] كامنع ذكره وإن لم يكن فيه تغيير تفريعاً له على تَسْأل كتفريع سَلْ على تسال كما قال ويجوز فى سأل يسأل اِسْأل سال يسال سَلْ بقلب الهمزة الفاً وليس بقياس مستمرّ ولمّا فعل ذلك في الامر استغنى عن همزة الوصل وحذفت الالف لإلتقاء السّاكنين فقيل : سل وفي قراءة السبعة سالَ سائلُ بالالف.

وقيل : هو أجوف واويّ مثل : خاف يخاف ، وقيل : يائيّ مثل : هابَ يَهابُ فإن قلت : لِمَ لم يبقوا همزة الوصل لعدم الاعتداد بحركة السين لكونها عارضة كما قالوا في الأمر من : تَجْأرُ وتَرأفُ إجْأرْ وإرْأفْ ، ثمّ نقل حركة الهمزة الى ما قبلها وحذفوها ، ثمّ أبقوا همزة الوصل فقالوا : إجَر وإرَف لعدم الاعتداد بالحركة العارضيّة قلت : لأنّ سل أكثر استعمالاً فاحبّوا فيه التّخفيف بحيث يمكن بخلاف ذلك أو قلت : إنّ سل مشتق من تَسال بالالف فحذف حرف المضارعة وأسكن الآخر ثمّ حذف الالف لإلتقاء السّاكنين فبقى سل وليس كذلك اجر وارف فانّ التخفيف انّما هو فى الأمر دون المضارع.

۲۸۲۱۶۹