الادغام واجب في فعل الاثنين وفعل جماعة الذكور وفعل الواحدة المخاطبة كما مرّ ، وممتنع في فعل جماعة النساء فالجائز في فعل الواحد غائباً كان أو مخاطباً أو متكلّماً ، وكذا في الواحدة الغائبة ولفظ المصنف لا يشعر بذلك إذ لا يندرج في فعل الواحد الواحدة ولا يصحّ أن يقال : المراد فعل الشخص الواحد مذكّرا كان أم مؤنّثاً ؛ لأنّه يندرج فيه حينئذٍ فعل الواحدة المخاطبة والإدغام فيه واجب لا جائز اللّهمّ إلّا أن يقال : قد علم حكمه من قبل فهو في حكم المثنّى ولا يخلُو عن تعسّف فهذا المضارع المجزوم لا يخلو من أن يكون مكسور العين أو مفتوحه أو مضمومه [ فإن كان مكسور العين كيَفِرّ ] أي يهرب [ أو مفتوحه كَيَعَضُّ ] الشيء ويعضّ عليه أي يأخذه بالسنّ [ فتقول : لَمْ يَفِرَِّ ولَمْ يَعَضَِّ بكسر اللام وفتحها ] أمّا الكسر فلأنّ الساكن إذا حرّك حرّك بالكسر لما بين الكسر والسكون من التآخّى ولأنّ الجزم قد جعِل عوضاً عن الجرّ عند تعذّر الجرّ أعني في الافعال فكذا جعل الكسر عوضاً عن السكون عند تعذّر السكون.

وامّا الفتح فلكونه أخفّ ولك أن تقول الكسر في نحو : لم يفرّ لمتابعة العين ، وكذا الفتح في لم يعضّ [ و ] تقول : [ لم يَفْرِرْ ] ولَمْ يَعْضَضْ بفكّ الإدغام ] كما هو لغة الحجازيّين [ وهكذا حكم يقشعرّ ويحمارّ ويحمرّ ] يعنى تقول : لم يَقْشَعرّ ولم يَحْمرّ ولم يحمارّ بكسر اللام وفتحها كما مرّ ولم يَقْشَعْرِرْ ولم يحمرِرْ ولم يحماررْ بفكّ الإدغام وكسر ما قبل الآخر لانّا نقول الأصل في يحمرّ ويحمارّ ويقشعرّ يَحْمَرِرُ يَحْمارِرُ يقشَعْرِرُ بكسر ما قبل الآخر في المضارع ، وفي الماضي مفتوحاً حملاً على الاخوات نحو : اجتمع يجتمع واستخرج يستخرج ، وقولهم : إرْعَوى يَرْعَوي وإحواوى يحواوي يدلّ عليه. و [ إن كان العين منه ] أي من المضارع [ مضموماً فيجوز ] عند

۲۸۲۱۶۹