عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « خصلتان لا أُحب أن يشاركني فيهما أحد : وضوئي فإنه من صلاتي ، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل فإنها تقع في يد الرحمن » (١) وهي وإن كانت من حيث السند معتبرة حيث بنينا أخيراً على اعتبار روايتي النوفلي والسكوني اعتماداً على ما يحكى عن الشيخ قدس‌سره من دعوى إجماعهم على العمل بروايات السكوني في غير واحد من مواضع كلامه (٢) ، وهذا الإجماع توثيق منهم للسكوني ، وهو وإن اختلفوا في مذهبه وقد قيل إنه عامي إلاّ أن مذهبه غير قادح في وثاقته في الرواية.

ثم إن هذا الإجماع كما ذكره الوحيد البهبهاني قدس‌سره (٣) يلازم الإجماع على قبول روايات النوفلي أيضاً ، لأن طريق السكوني في كتابه إنما هو النوفلي الذي يروي عنه إبراهيم بن هاشم ، فإذا أجمعوا على اعتبار روايات السكوني كان ذلك إجماعاً بالملازمة على اعتبار روايات النوفلي أيضاً فلاحظ ، هذا.

ويمكن المناقشة في ذلك بأن ما سردناه وذكره البهبهاني قدس‌سره إنما يتم فيما إذا كانت روايات السكوني منحصرة بما في كتابه عن النوفلي ، وليس الأمر كذلك ، لأن له روايات اخرى بطريق آخر غير كتابه حسبما نقله الأردبيلي قدس‌سره في جامع الرواة (٤) ومعه لا يكون الإجماع على اعتبار روايات السكوني إجماعاً بالملازمة على اعتبار روايات النوفلي أيضاً. إذن لا بدّ من ملاحظة حال النوفلي رأساً وهو وإن لم يضعّف في الرجال إلاّ أنه لم يوثق أيضاً ولم يذكروا له مدحاً ولا توثيقاً ، وبذلك يكون النوفلي مجهول الحال فيكون السند في الرواية ضعيفاً لا محالة (٥).

__________________

(١) الوسائل ١ : ٤٧٨ / أبواب الوضوء ب ٤٧ ح ٣ ، الخصال : ٣٣ / ٢.

(٢) عدة الأُصول ١ : ٥٦ السطر ١٢.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٥٧.

(٤) جامع الرواة ١ : ٩١.

(٥) ولا يخفى أن النوفلي ممن وقع في أسانيد كامل الزيارات وقد بنى ( دام ظله ) أخيراً على اعتبار

۴۴۶