[التنبيه] الرابع : [جريان الاستصحاب في التدريجيّات]
[استصحاب الزمان والزمانيّات المتصرّمة]
انّه لا فرق في المتيقّن بين أن يكون من الامور القارّة (١) أو التدريجيّة الغير القارّة (٢) ، فإنّ الامور الغير القارّة وإن كان وجودها ينصرم ولا يتحقّق منه جزء إلّا بعد ما انصرم منه جزء وانعدم (٣) ، إلّا أنّه ما لم يتخلّل في البين العدم ـ بل وإن تخلّل بما لا يخلّ بالاتّصال عرفا ، وإن انفصل حقيقة ـ كانت (٤) باقية مطلقا (٥) أو عرفا ، ويكون رفع اليد عنها مع الشكّ في استمرارها وانقطاعها نقضا ، ولا يعتبر في الاستصحاب بحسب تعريفه وأخبار الباب وغيرها من أدلّته غير صدق النقض والبقاء كذلك (٦) قطعا. هذا.
مع أنّ الانصرام والتدرّج في الوجود في الحركة في الأين وغيره إنّما هو في الحركة القطعيّة ، وهي : «كون الشيء في كلّ آن في حدّ أو مكان» (٧) ، لا التوسّطيّة ، وهي : «كونه بين المبدأ والمنتهى» ، فإنّه (٨) بهذا المعنى يكون
__________________
ـ أنّ السفر ينتهي بمشاهدة الجدران شرعا ، ولكن يشكّ في بقائه من جهة أنّه لم يعلم أنّ ما يشهد من الجدران هل هو جدران بلده فينتهي السفر أو هو جدران بلد آخر فيبقي السفر؟ وهذا أيضا من القسم الثالث ، ولا يجري فيه الاستصحاب.
(١) وهي الامور الّتي تتحقّق وتجتمع أجزاؤها في الوجود زمانا ، ككثير من الأشياء الخارجيّة.
(٢) وهي الامور الّتي لا تجتمع أجزاؤها في زمان واحد ، بل لا يوجد جزء منها إلّا بعد انعدام الجزء الّذي قبله ، كالليل والشهر والحركة وغيرها من الامور السيّالة.
(٣) هكذا في النسخ. ولكن الصواب أن يقول : «ولا يتحقّق منها جزء إلّا بعد ما انصرم منها جزء وانعدم ، ...» ، فإنّ الضمير يرجع إلى الامور.
(٤) جواب قوله : «ما لم يتخلّل».
(٥) أي : حقيقة وعرفا.
(٦) أي : عرفا.
(٧) قال المحقّق الأصفهانيّ : «إنّ التعريف المذكور في المتن للحركة القطعيّة ـ وهو كون الشيء في كلّ آن في حدّ ومكان ـ هو تعريف مطلق الحركة عند المشهور ، ففي القطعيّة بلحاظ أجزائها ، وفي التوسّطيّة بلحاظ أفرادها». نهاية الدراية ٣ : ١٨٣.
(٨) أي : الوجود في الحركة بمعنى كون الشيء بين المبدأ والمنتهى.