ومنها : المفرد المعرّف باللام. والمشهور أنّه على أقسام : المعرّف بلام الجنس (١) ، أو الاستغراق (٢) ، أو العهد بأقسامه (٣) على نحو الاشتراك بينها لفظا أو معنى (٤).
والظاهر أنّ الخصوصيّة في كلّ واحد من الأقسام من قبل خصوص «اللام» أو من قبل قرائن المقام من باب تعدّد الدالّ والمدلول ، لا باستعمال المدخول ، ليلزم فيه المجاز أو الاشتراك ، فكان المدخول على كلّ حال مستعملا فيما يستعمل فيه غير المدخول.
والمعروف أنّ «اللام» تكون موضوعة للتعريف ومفيدة للتعيين في غير العهد الذهنيّ.
وأنت خبير بأنّه لا تعيّن في تعريف الجنس إلّا الإشارة إلى المعنى المتميّز بنفسه من بين المعاني ذهنا. ولازمه أن لا يصحّ حمل المعرّف باللام بما هو معرّف على الأفراد ، لما عرفت من امتناع الاتّحاد مع ما لا موطن له إلّا الذهن ، إلّا
__________________
(١) نحو كلمة «الرجل» في قولنا : «الرجل خير من المرأة».
(٢) نحو كلمة «الإنسان» في قوله تعالى : ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ العصر / ١ و ٢ ، فإنّه بمنزلة أن يقول : «كلّ إنسان لفي خسر».
(٣) وهي أربعة :
أحدها : العهد الذهنيّ : وهو ما يشاربه إلى فرد يحضر في ذهن المتكلّم ، كأن يقول : «ادخل السوق».
ثانيها : العهد الذكريّ. وهو ما يشار به إلى فرد مذكور سابقا ، كقوله تعالى : ﴿أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ المزّمّل / ١٥ و ١٦.
ثالثها : العهد الحضوريّ. وهو ما يشار به إلى فرد حاضر عند المخاطب خارجا ، كأن يقول : «لا تشم الرجل» لمن شتم رجلا عنده.
رابعها : العهد الخارجيّ ، نحو : «ادخل الدار» حيث كان عهد في الخارج.
(٤) أمّا الاشتراك اللفظيّ فبأن يقال : إنّ لفظ «أل» وضع تارة لتعريف الجنس ، وأخرى للاستغراق ، وثالثة للعهد الذهنيّ ، ورابعة للعهد الخارجيّ ، وهكذا.
وأمّا الاشتراك المعنويّ فبأن يقال : إنّ لفظ «أل» وضع للعهد الحاصل من أحد الأسباب المذكورة ، والخصوصيّات تفهم من القرائن الخارجيّة.