ومنها : ما رواه الشيخ أيضاً في مجالسه بإسناده عن علي بن علي أخي دعبل بن علي الخزاعي عن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام انه قال « إنكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم فسبّوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة منِّي فلا تفعلوا فانِّي على الفطرة » (١).

ومنها : ما في نهج البلاغة (٢) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال « أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن ، يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنه سيأمركم بسبّي والبراءة منّي ، فأمّا السب فسبوني فإنّه لي زكاة ولكم نجاة ، وأما البراءة فلا تبرؤوا ( تتبرّءوا ) منّي فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الايمان والهجرة » (٣) إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة. ولا ينبغي الإشكال في دلالتها على المدعى ، أعني تعريض النفس للهلاك عدا الإكراه على التبري منه عليه‌السلام.

ولا يعارضها رواية مسعدة بن صدقة قال : « قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن الناس يروون أن عليّاً عليه‌السلام قال على منبر الكوفة : أيها الناس إنكم ستدعون إلى سبّي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرؤوا منّي ، فقال : ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه‌السلام ثم قال : وإنما قال : إنكم ستدعون إلى سبّي فسبوني ثم تدعون إلى البراءة منّي واني لعلى دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يقل ولا تبرؤوا منّي. فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون البراءة ، فقال : والله ما ذلك عليه وما له إلاّ ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة ﴿ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ فأنزل الله عزّ وجلّ فيه ﴿ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندها : يا عمار إن عادوا فعد ، فقد أنزل الله عذرك وأمرك‌

__________________

(١) الوسائل ١٦ : ٢٢٨ / أبواب الأمر والنهي ب ٢٩ ح ٩ ، أمالي الطوسي ١ : ٣٧٤.

(٢) ص ٩٢ الخطبة ٥٧ بتفاوت.

(٣) الوسائل ١٦ : ٢٢٧ / أبواب الأمر والنهي ب ٢٩ ح ٨ ، ١٠.

۴۴۶