وكفاية كونه برطوبة الوضوء وإن كانت من سائر الأعضاء ، فلا يضر الامتزاج المزبور ، هذا إذا كانت البلّة باقية في اليد ، وأما لو جفت فيجوز الأخذ من سائر الأعضاء (*) بلا إشكال من غير ترتيب بينها على الأقوى (١) ،


أزيد من بقائها في الحاجبين ، لأنها تأخذ الماء أكثر مما يأخذه الحاجبان أو أشفار العينين ، ولأجل ذلك قال عليه‌السلام « وإن لم يكن لك لحية فخذ من حاجبيك » إلخ ، ولم يقل وإن لم تكن بلّة في لحيتك ، لاستحالة فقدان البلّة من اللحية وبقائها في الحاجبين عادة ، هذا.

وقد جاء في كلام صاحب الحدائق قدس‌سره بعد ذكر هذه المرسلة : ومثلها رواية زرارة (٢) والظاهر أنه من سهو القلم والاشتباه ، إذ ليست لزرارة رواية مثل مرسلة الصدوق قدس‌سره نعم له رواية كبقية الأخبار الواردة في من نسي المسح ودخل في الصلاة ، والآمرة بالمسح من بلّة اللحية فليراجع (٣).

أخذ البلل من سائر الأعضاء :

(١) لا إشكال ولا كلام في جواز أخذ البلل من اللحية عند جفاف اليد كما ورد في غير واحد من الروايات ، وهي وإن كان أكثرها ضعيفة السند إلاّ أن بينها رواية واحدة قابلة للاعتماد عليها في الاستدلال وهي صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال « إذا ذكرت وأنت في صلاتك أنك قد تركت شيئاً من وضوئك إلى أن قال ويكفيك من مسح رأسك أن تأخذ من لحيتك بللها إذا نسيت أن تمسح رأسك فتمسح به مقدّم رأسك » (٤) وهي بظاهرها وإن كانت مطلقة من حيث جفاف اليد‌

__________________

(*) الأظهر الاقتصار على الأخذ من بلّة اللحية الداخلة في حدّ الوجه ، وبذلك يظهر الحال في بقية المسألة.

(١) الحدائق ٢ : ٢٨١.

(٢) ، (٣) الوسائل ١ : ٤٠٨ / أبواب الوضوء ب ٢١ ح ٢.

۴۴۶