لما سيأتي ، وأيضاً فالدور لا يندفع لأن ذلك الممكن بالجهة التي يؤثر في الواجب تعالى صفة يكون محتاجاً إليه وحينئذ يلزم الدور المحال.

ولأن افتقاره في ذاته يستلزم إمكانه (١) وكذا في صفاته لأن ذاته موقوفة على وجود تلك الصفة أو عدمها المتوقفين على الغير فيكون متوقفاً على الغير فيكون ممكناً ، وهذا برهان عوّل عليه الشيخ ابن سينا.

__________________

ـ التأثير) وجهة التأثير يتوقف على وجود الممكن ، ووجوده يتوقف على الواجب ، فيكون الممكن محتاجاً إلى الواجب في تحقّق تلك الصفة مع أنّ المفروض انّ الواجب محتاج في تحقّق تلك الصفة بعينها إلى الممكن.

وإلى هذا الجواب أشار الشارح بقوله : «وأيضاً فالدور لا يندفع لأنّ ذلك الممكن بالجهة التي يؤثر في الواجب تعالى صفة يكون محتاجاً إليه وحينئذ يلزم الدور المحال» وإليك تطبيق العبارة :

١ ـ المراد «بالجهة التي يؤثر» هو ملاك التأثير الذي يتوقف عليه التأثير ، وقد مرّ أنّ الجهة أيضاً متوقفة على ذات الممكن توقف الفعل ومبادئه على ذات الفاعل. والجار في «بالجهة» بمعنى مع.

٢ ـ «صفة» مفعول لقوله : يؤثر ، أي يوجد صفة في الله ، والمعنى أنّ الممكن مع الجهة التي يحقّق الصفة في الواجب محتاج إلى الواجب ، فإذا كان الممكن مع تلك الجهة محتاجاً إلى الواجب كيف يكون الواجب محتاجاً إليه في تحقّق الصفة؟

(١) هذا ناظر إلى أصل المطلب ولا صلة له بالدور ولا بدفعه واستدلال على أنّه سبحانه غني لكن ببيان جديد ربّما أشار إليه في الجواب الأوّل بقوله : «لما سيأتي» ، وهو أنّ واجب الوجود بالذات واجب من جميع الجهات ، ذاتاً وصفة وفعلاً ، إذ لو لم يجب ذاتاً لزم افتقاره وهو ينافي كونه واجب الوجود ، ولو لم يجب وصفاً لزم إمكانه أيضاً ، لأنّ ذاته موقوفة على وجود تلك الصفة إذا كانت الصفة ثبوتية أو على عدمها إذا كانت سلبية ـ وجه توقف الذات على الصفة هو عينيتها مع الصفة ـ فإذا توقفت الصفة وبالتالي الذات على الغير ، يكون ممكنا لا واجباً وهو كما ترى خلاف المفروض.

۳۰۸۱