وروي أنّ فاطمة عليها‌السلام قالت : «يا أبا بكر أنت ورثت رسول الله أم ورثه أهله؟» قال : بل ورثه أهله ، فقالت : «ما بال سهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم!» فقال سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ الله إذا أطعم نبياً طعمة كانت لولي الأمر بعده! (١)

وذلك يدل على أنّه لا أصل لهذا الخبر.

قال : ومنع فاطمة عليها‌السلام فدكاً مع ادعاءِ النحلة لها وشهد علي عليه‌السلام وأُمّ أيمن ، وصدَّق الأزواج في ادعاءِ الحجرة لهن ، ولهذا ردَّها عمر بن عبد العزيز.

أقول : هذا دليل آخر على الطعن في أبي بكر وعدم صلاحيته للإمامة ، وهو أنّه أظهر التعصب على أمير المؤمنين عليه‌السلام وعلى فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّها ادعت فدكاً وذكرت أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنحلها إيَّاها ، فلم يصدّقها في قولها مع أنّها معصومة ومع علمه بأنّها من أهل الجنة ، واستشهدت علياً عليه‌السلام وأُمّ أيمن فقال : رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة! (٢) ، وصدّق أزواج النبي عليه‌السلام في ادعاء أنّ الحجرة لهن ولم يجعل الحجرة (٣) صدقة!.

ولما عرف عمر بن عبد العزيز كون فاطمة عليها‌السلام مظلومة ردّ على أولادها فدكاً (٤) ، ومع ذلك فإنّ فاطمة عليها‌السلام كان ينبغي لأبي بكر إنحالها فدكاً ابتداء لو

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٩ ح ١٥ (الطبعة الجديدة ، دار إحياء التراث العربي ـ لبنان).

(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١٦ / ٢٦٨ ـ ٢٧٨. وتفصيل ذلك في كتاب فدك للسيد محمد حسن القزويني الحائري.

(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١٦ / ٢٦٨.

(٤) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١٦ / ٢٧٨ و ٢١٦.

۳۰۸۱